تلعب الأسرة دوراً أساسياً فـي سـلوك الأفـراد سـواء بطريقـة سوية أو غير سوية من خلال النمـاذج الـسلوكية التـي تقـدمها لصغارها، فأنمـاط السـلوك والتفاعلات التي تدور داخل الأسرة تؤثر سـلباً أو إيجابـاً فـي تربيـة الأبنـاء واتـزانهم الانفعالي وفى هذا المقال سوف نتعرف على أساليب التربية الايجابية واهميتها للابناء.
أكدت الدراسات على أن الأساليب التي يمارسها الآباء فـي معـاملتهم لأبنـائهم تـؤثر علـى تكوينهم النفسي والاجتماعي فالآباء هـم مـن يزرعـوا اللبنـة الأولـى فـي التربيـة لأبنائهم. كذلك تُكسب الأسرة الفرد القيم والاتجاهات والعادات والتقاليد والمعايير السلوكية المقبولة اجتماعيـاً وأخلاقيـاً ودينيـاً كمـا ان الأسرة تعلمـه المهـارات الـسلوكية والاجتماعيـة والمعرفيـة بالإضافة إلـى اكتساب المهـارات الاجتماعيـة وكيفيـة التعامل مع الآخـرين
أهمية الأسرة للأبناء:
فالأسرة أول مؤسـسة تـشكل بنيـة الشخـصية الإنـسانية لأبنائهـا بـشكل مباشر عن طريق التربية المقـصودة، فعـن طريقهـا يـتعلم الأبنـاء
- أنمـاط الـسلوك الاجتماعي
- اللغة كوسيلة لاكتساب المعارف والمعلومـات
- تكـسب الفـرد أسـاليب التفاعل الاجتماعي
- يتعلم مـن خلالهـا العمليـات الاجتماعيـة كالتعـاون والتنـافس والصراع
- يعرف الثواب والعقاب
وتؤثر الاسرة بشكل غيـر مباشـر علـى سـلوك الأبنـاء عن طريق المناخ الأسري الذي يـسودها وأشـكال التفاعـل والـسلوك الـذي يحـاول الفــرد محاكاتــه وتقليــده حيــث أشــارت الدراسات الى أن الأبناء يحتاجون الي نوع من التربية التـي تحقـق لهـم الـشعور بالأمـان والثقة بالنفس وتلبـي احتياجـاتهم المختلفـة وتكـسبهم الاسـتقلالية ولا تقـوم علـي الضغط والخضوع والطاعة العمياء
أنواع التربية التي تمارسها الأسر:
المنهج الأول: التربية المتساهلة
تعتمـد علـى الاهتمـام والتقبـل والتسامح والحب والعطـف والاسـتقلال واللين والحرية المطلقة والنقـاش والحـوار والديمقراطيـة والتعاون والاتفاق.
المنهج الثانى: التربية التقليدية
تعتمـد علـى أساليب الشدة والتسلط والقسوة والتراخي والإهمـال والحمايـة الزائـدة، ممـا يـؤدي إلى انحراف الطفل نحو قيم سلبية تـؤثر فـي نمـو شخـصيته وعقليتـه وعلاقاتــه الاجتماعية
المنهج الثالث: التربية الايجابية
وهو منهج متوسط متزن بين التربية التقليدية والتربية المتساهلة
هناك علاقة ارتباطيـة بـين أسـاليب المعاملـة الوالديـة التـي تتـسم بالتـسامح والتقبـل والاستقلالية ومستوي الاتـزان الانفعـالي للأبنـاء , كمـا إلى أن أساليب المعاملـة الوالديـة الايجابيـة تحقـق الثقـة بالنفس وتقدير الذات لدى الأبناء وكذلك تحقيق السعادة في حياتهم.
ظهر مصطلح التربية الإيجابية كنـوع مـن التربيـة التـي تحتـرم الأبن كفرد متعلم، حيث تساعد الأبناء على النجاح، وتدعم نموهم، فهـي تربط بين التربية السليمة للأبن من ناحيـة وحقوقه مـن ناحيـة اخـرى، كمـا تهتم بتنمية الجوانب الإيجابية في للأبـن بـدلاً عـن البحـث عـن جوانب القصور والضعف ومحاولة علاجها والاهتمام بمهـارات وقـدرات الأبـن.
أهمية التربية الايجابية:
تسهم التربيـة الايجابية في تحسين التواصل وتكوين مشاعر ايجابية نحـو الـذات وتكـوين علاقـات اجتماعية ناجحة لـدى الأطفـال كما أن التربيـة الايجابيـة تقـوم علـى فكـرة أن الأبن قادر على الإنجاز وتحقيق الذات والسعادة أثنـاء تعلـم المهـارات التقليديـة، فالتربية الإيجابية أكثر من مجـرد إصـلاح وتعـديل للأخطـاء وإنمـا. هى التربيـة القائمـة علـى التفاهم واكتشاف وتنمية الخصال الايجابية عنده وتعزيز مواطن القوة لديه. وهى التربية القائمة على الوسطية والاعتدال لإعداد جيل قادر على تحمل المسئولية الاجتماعية بنجاح
كما تعرف التربية الإيجابية بأنها “معاملـة الوالـدين فـي تربيـة الأبنـاء والتـي تؤدي بنمو الطفل إلى الاتجاه السوي، وهي تلـك الطـرق فـي التنـشئة التـي تحقـق أكبر قدر ممكن من التوافق ..
من خلال ما سبق فإنه يُمکن استخلاص بعض النقاط: تمرّ التنشئة الاجتماعية في المجتمعات اليوم بأزمة حقيقية، ترجع إلى ظروف التغير الاجتماعي والاقتصادي والانفتاح على الثقافات العالمية، نتيجة تسارع التقدم التقني في مجال الإعلام والاتصال، ويظهر بوضوح أن المؤسسات التقليدية لم تعد قادرة على مواكبة هذه التغييرات للتنشئة (الأسرة، المسجد، المدرسة) وحدَها، هي التي تسيطر على نقل المعايير والقيم، وتنمية الاتجاهات لدى الأبناء في المجتمع، وأن الأسرة هي المسؤول الرئيسي في عملية التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي للطفل. كيف نحقق التربية الايجابية:ومن الحلول المقترحة من أجل تربية إيجابية سليمة للطفل في ظل تداعيات العصر:
|