اسباب ضعف شخصية الطفل لا يمكن أن تنحصر على العوامل الداخلية الخاصة بالطفل فقط. فالأمر بالتأكيد تلعب فيه العوامل البيئية بشكل بارز. وهذا شأنه شأن أسباب أي ظاهرة إنسانية في العالم. لذلك إن أردنا علاج تلك الأسباب، فلابد وأن نضع كافة العوامل المرتبطة بها في الاعتبار بكافة أنواعها.
وعليه فقد قررنا في هذا المقال على وجه التحديد مناقشة اسباب ضعف شخصية الطفل من عدة نواح. بل وتحديد أساليب المعالجة الأنجح لها بما يساعد في القضاء عليها. أو لنقل تقليل آثارها لأدنى درجة ممكنة. وهو ما يدعم شخصية الطفل دون شك. فإن كنتم تعتقدون بمدى أهمية الأمر، فرجاء اقرأوا السطور القليلة القادمة من ذلك الموضوع.
اسباب ضعف شخصية الطفل الداخلية
وهي الأسباب النابعة من داخل الطفل نفسه. فلا يكون هناك أي تدخل من قبل البيئة المحيطة بالطفل فيها. وهي تنقسم بدورها إلى أسباب اجتماعية ونفسية وجسمية وكذلك عقلية. على أننا مع فصلنا في المقال للأسباب الداخلية عن الخارجية الخاصة بضعف شخصية الطفل، فنحن نؤكد أن المجموعتين غير منفصلتين بشكل كامل في آثارهما على شخصية الطفل.
حيث إننا نجد أنهما يعملان بشكل متداخل تماما. بحيث يصعب فصلهما ميدانيا وعمليا عن بعضهم البعض. هذا على الرغم من إمكانية فصلهم نظريا. وبالتالي لا يمكننا أن هناك مجموعة الأسباب الداخلية أشد تأثيرا من تلك الخارجية والبيئة أو العكس. وإليكم الآن تصنيفات اسباب ضعف شخصية الطفل الداخلية، وهي:
الأسباب النفسية
وتعد هي تلك الأسباب المرتبطة بالبناء النفسي للطفل. والتي تؤثر بشكل مخيف على ضعف شخصيته. بما جعلها أحد أهم اسباب ضعف شخصية الطفل التي من غير الممكن إغفالها. ومن هذه الأسباب أعزائي القراء نذكر: القلق والتوتر اللذان يعاني منهما الطفل بصورة مستمرة، الخوف المرضي من أمور لا تستحق الخوف، وهكذا.
ومثل هذه الأسباب نجد أن التغلب عليها لا يصبح ممكنا أبدا إلا مع الاستعانة بالطبيب النفسي والمعالج النفسي. اللذين يعملان سويا على تحديد طبيعة الجلسات ومواعيدها. وكذلك كل أمر هام يتعلق بضعف شخصية الطفل نفسيا من قريب أو بعيد. فكل هذه الإجراءات سوف تساعد في حل المشكلة التي لدى الطفل. أو لنقل تخفيف آثارها.
اسباب ضعف شخصية الطفل الاجتماعية
وتعد من اسباب ضعف شخصية الطفل الأكثر شيوعا بين عموم الأطفال الأسوياء. والتي ترتبط غالبا بنقص المهارات الاجتماعية لديهم. بما يمنعهم من تكوين علاقات اجتماعية جيدة من ناحية، سواء مع الأسرة أو في الدراسة وبين الجيران. وكذلك لا يستطيعون التفاعل مع البيئة الخارجية من ناحية أخرى. بما يضيع عليهم فرصا عديدة للتعلم.
ومثل هذه الحالات يتم علاجها من خلال الأخصائي الاجتماعي المختص الذي يعقد للطفل عدة جلسات يساعده فيها على اكتساب عدد لا بأس به من المهارات الاجتماعية. وهو ما يساعد دون شك في تقوية شخصيته واكتساب قدر جيد من الثقة بنفسه، يؤهله للارتقاء بشخصيته.
الأسباب الجسمية
والتي منها ما يكون له تأثير بالغ على صحة الطفل النفسية. وليس فقط شخصيته. فالقدرات الجسمانية المحدودة للطفل، بغض النظر عن سبب ذلك، تؤدي لأن يكون عرضة للتنمر من ناحية. ومن ناحية أخرى تكون قدراته أقل من منحه إمكانية التعامل الاجتماعي واكتساب السلوكيات. خاصة مع كون الطفل الذي لديه مشكلات جسمية يعاني من العزلة والانطواء.
وهنا ننصح مع علاج المشكلات الجسمية بحيث يتم القضاء عليها أو تصل إلى أدنى درجة تمكن من التكيف معها، بضرورة المتابعة مع الأخضائي الاجتماعي. وذلك للوقوف على آخر التطورات، والنهوض بشخصية الطفل الضعيفة. أيضا لا بأس من المتابعة مع أخصائي نفسي في حالة تضرر الجانب النفسي من شخصية الطفل.
اسباب ضعف شخصية الطفل العقلية
وهي من اسباب ضعف شخصية الطفل التي نجد أن القدرات المعرفية للطفل تلعب دورا كبيرا فيها. حيث إنه إن قلت تلك القدرات عن حد معين، فإن ذلك ينعكس على شخصية الطفل بشكل سلبي تماما. والعكس صحيح.
وهو أمر منطقي للغاية بالمناسبة. فبالقدرات العقلية من تذكر وفهم وتخيل وإدراك وغيره يكتسب الإنسان المعارف التي تتحول إلى سلوكيات فيما بعد. وذلك حسب النظرية المعرفية التي تعد من النظريات الهامة في علم النفس، تماما كالنظرية السلوكية ونظرية التحليل النفسي. وبالتالي نقص تلك القدرات يعني قلة كل ما سبق. وهو ما يؤثر على الشخصية سلبا.
الأسباب البيئية الخاصة بضعف شخصية الطفل
وتعرف أيضا لدى علماء النفس والخدمة الاجتماعية باسم الأسباب الخارجية. والتي لا يكون للطفل أي دخل فيها. وهي مع هذا يكون لها أعمق الأثر على شخصية الطفل. وكذلك على أحواله السلوكية بشكل عام. وحديثنا هنا في هذا البند سوف يقتصر على أهم تلك الأسباب وحسب. بالرغم من تنوعها وكثرتها.
بما يدفع الكثير من العلماء نحو دراستها، ومعرفة آثارها بشكل شبه كامل. بما يساعد على تحسينها. ومن ثم المساهمة في تقوية شخصية الطفل الضعيفة. كما أنه ولعلاجها لن يكون العمل مع الطفل وحسب، وإنما كذلك المحيطين به. ومن أهم اسباب ضعف شخصية الطفل البيئية نجد:
اسباب ضعف شخصية الطفل الأسرية
ونجدها تتمثل في كل ما قد يقوم به أفراد أسرة الطفل، خاصة والديه. وتؤدي إلى المساهمة في ضعف شخصيته. ويمكننا إجمالها في تلك البنود: التدليل الزائد، القسوة في العقاب والعقاب المبرح، عدم تعويد الطفل على تحمل المسؤولية، وغيرها.
وعلاج تلك الأسباب يفضل أن يكون عبر الأخصائي الاجتماعي المختص في مجال الأسرة والطفولة. أو من الممكن كذلك الاستعانة بالأخصائي النفسي في حالة ما إذا صاحب ضعف شخصية الطفل مشكلة نفسية أو مرض نفسي. بحيث يقوم أي منهما بالعمل مع أفراد الأسرة. بما ينعكس بشكل إيجابي على علاج ضعف شخصية الطفل على نحو مثالي.
زملاء اللعب والدراسة والجيرة ودورهم في شخصية الطفل
إننا نجد أن الطفل في مراحل عمره المختلفة، يكتسب نسبة لا يستهان بها من السلوكيات والمفردات اللغوية من خلال ما يعرف بجماعة اللعب أو الدراسة، وكذلك جماعة الجيرة أيضا.
وعلى الرغم من أهمية تلك الجماعات في تكوين شخصية الطفل. إلا أنه من الممكن كذلك أن يكون لها آثارا مدمرة على شخصيته. خاصة إن كانت تمارس التنمر بمنتهى الأريحية على الطفل.
ومن هنا فإننا نقترح لهذا الأمر أن تتم مناقشة الطفل ضعيف الشخصية أولا. بحيث يحدد كل ما يتعلق ببيئته الخارجية من أصدقاء وجيران. ومن ثم يحدد أسباب الضعف منهم ويعمل على علاجها.
في الختام
كان ما سبق هو أهم ما يمكننا إجماله من اسباب ضعف شخصية الطفل بمختلف تصنفياتها. وذلك على أمل أن يعيها كل من يعمل على تربية أبنائه تربية سوية. بما سوف يساعده على القيام بواجبه نحوهم في الحصول على ما يكفي من القوة والرعاية والنمو اللازم لهم فيما بعد لمواجهة أعباء الحياة بعد البلوغ.
ومع كل ما قد سردنا من معلومات، فإننا نرغب لمدى أهميتها أن يستفيد بها أكبر عدد ممكن ممن يهمهم أمر وطبيعة تلك المعلومات. وعليه فإن كل ما نتمناه منكم أعزائي القراء، فقط أن تشاركوا المقالة على مواقع التواصل الاجتماعي بما يحقق أكبر درجة ممكنة من الوعي والفائدة للجميع حول هذا الموضوع.