التعامل مع العناد عند الاطفال هو أحد أكبر التحديات التي تواجه معظم الآباء والأمهات اليوم، وبما أنك تبحث عن الموضوع، وتسعى للتعلم حيال ذلك، فأنت من الفئة القليلة التي ستُحقق هدفها، وتتعامل بشكل صحيح، وتستثمر هذه الصفة “العناد عند الاطفال” بشكل لا يجعلك تكسر شخصيتهم بمشيئة الله.
العناد عند الاطفال: كبسولة الوعي
قبل التطرق إلى تلك النصائح التي ستُساعدك في التقليل من العناد عند الاطفال، يجب أن تعلم وتكون على وعي بأن العناد هو صفة إيجابية، بل ومؤشر على قوة الشخصية، وخاصةً في السنوات الأولى من حياة الطفل.
حيث أن العناد عند الاطفال يُعد عنصرًا أساسيًا في تكوين شخصية قوية لدى الأطفال. لذلك، يجب أن يتوجه تركيزك إلى تعلم كيفية التعامل معه دون ترويضه، وبناء علاقة قوية وإيجابية مع الطفل. الهدف هو أن يكون هذا العناد جزءاً من بناء شخصيته بشكل صحي دون محوه وترويضه، بدلاً من أن يتحول إلى تحدٍ يواجهك أو يُستخدم ضدك تابع معنا في مقالة اليوم لنُساعدك ببعض النصائح حيال ذلك:
الاستماع الفعال
هل كنت تعلم من قبل أن الاستماع يفتح لك أبواب عظيمة بعد توفيق الله، إن الاستماع هو مفتاح القلوب في التواصل مع الأفراد البالغين عموماً، فما بالُك بطفلٍ لا زال صغيراً. لذلك، اعمل على تطوير مهارة الاستماع، “تكبير الأذن وتصغير الفم”، إن أتقنت هذه المهارة ومارستها بشكل جيد مع طفلك ستكون دخلت إلى قلبه وخطوت أولى خطوات بناء علاقة جيدة وقوية معه، وإذا بُنيت العلاقة القوية معه فهذا يعني أنك ستكسبه وتحد من استخدامه للعناد معك.
قد تُفيدك قراءة: كيف تتقن فن التواصل مع الأطفال في خطوات بسيطة
التخيير والإشراك في القرارات
من أولى دوافع وأسباب العناد عند الاطفال هو الرغبة الطبيعية باتخاذ القرار، لذلك لنتجنب الأوامر المباشرة لهم، ونجعلهم يُشاركوننا في اتخاذ بعض القرارات. ويمكننا منحهم عدة خيارات ليختاروا منها هم ويتخذوا القرار بأنفسهم، هذا يجعلهم يشعرون بشعور إيجابي، والشعور هذا ذاته يشعرون به عندما يمارسون العناد، فبما أننا نستطيع منحهم هذا الشعور بأساليب أخرى دون معارضتنا فلنفعل وإن كنا لا نرغب بذلك. لذلك، الإشراك في اتخاذ القرارات ومنح الخيارات أسلوب فعّال في التعامل مع العناد بشكل إيجابي.
التعزيز والتوجيه الإيجابي
بدلاً من التركيز على جعله يتجنب ما لا تريده أن يفعله، وجهه تجاه فعل ما ترغبه، لأنك بمنعك له من فعل ما لا ترغبه أنت تترك فراغًا لديه، املئ هذا الفراغ بما يجب فعله بدلاً من التحدث عن الغير مرغوب فقط. وكذلك اعمل على تعزيز السلوكيات الإيجابية لديه، حتمًا سيقوم بفعل أفعال جيدة، أو إنجاز مهام، أو أية سلوكيات إيجابية، اقتنص هذه الفرص بتعزيز تلك السلوكيات، أبدي اهتمامك به لكن عبر تعزيز السلوكيات الإيجابية، بهذا الشكل ستبدأ بتقليل السلوكيات السلبية التي يُحاول لفت انتباهك واهتمامك إليه عبرها.
استخدام اللعب
بما أن الطفل يُحب اللعب، واللعب يُعد حاجة أساسية لنموّه في مرحلة الطفولة، فيُمكنك استخدام اللعب كوسيلة لتعليم الطفل وتوجيهه. ابحث عن الألعاب التعاونية أو المشتركة التي يُمكنك استغلالها كفرصة لتعليمه ما تريد، أو توجيه سلوكه لما ترغب، إن استطعت استثمار هذا الأسلوب بشكل ابداعي سيُساعدك بشكل عظيم، لأن الغرس الذي سيتم في اللعب بشكل عملي وغير مباشر سيكون أقوى من التواصل الفظي الجاف فقط.
عظمة القصص
لا شك أن القصص وسيلة عظيمة جدًا وذات نفع كبير اليوم، وكثير من الآباء والأمهات اليوم لا يستثمرون هذه الوسيلة في تربية أطفالهم والتعامل معهم وتوجيههم، فهي من أقوى الوسائل التربوية والتعليمية التي يُمكن استخدامها في تطوير سلوكيات الأطفال. ابحث عن قصص تُساعدك في توجيه سلوكيات طفلك، وتطوّر الجوانب التي تسعى لتطويرها لديه، والأهم يجب أن تكون تلك القصص جيدة السرد والطرح ويستمتع بها الطفل.
قد تُفيدك قراءة: 3 قصص خيالية هادفة للاطفال مع فوائدهم
في الختام
ختاماً، نود أن نُذكرك بأن العناد عند الاطفال ليست صفة سيئة إطلاقًا، إنما هي صفة إيجابية، بل؛ وبعض الخبراء يذكرون أنه إن لم يمر الطفل في مرحلة العناد وخاصةً في أولى سنوات حياته، فإنه ليس طفل طبيعي.
لذلك نعود ونقول، إن هذه الصفة هي فرصة ذهبية لتصقلوا بها شخصيته، وتبنوا بها الشخصية القوية والذكية، وواجبك هو أن تبحث وتتعلم كيف تتعامل معها بشكل إيجابي وصحيح، لا أن تكسرها وتمحوها من شخصيته، لأن كسرك لهذا العناد = كسرك لشخصيته.
معاً نحو #بناء_أجيال_المستقبل 🎯
المصدر: فلذاتنا