يمكن للأهل استغلال فترة رمضان واهتماماتهم الدينية والاجتماعية، مثل ترقب ليلة القدر والتحضيرات لعيد الفطر المبارك، لتعليم أطفالهم العديد من المهارات وتطوير تفكيرهم ونموهم العقلي والفكري.
الطفل يتعلم من خلال التجارب وتقليد الكبار. كل موقف في حياته فرصة عظيمة لتعليمه وتطوير تفكيره، ويمكنك استغلال ذلك خاصة في سنوات طفولته الأولى حين يكون التعليم سهلاً. أما إذا تجاهلت هذه الفرصة، فقد يتعين عليه تعلمها في سن متأخرة وبطرق أكثر صعوبة.
في التربية الحديثة، يُعتبر الاعتماد على المواقف الحياتية أو الخبرات الطبيعية مصدراً هاماً لتربية وتعليم الطفل.
لذا، كمربٍ يمكنك استغلال مناسبات مثل عيد الفطر لتعليم طفلك مهارات وقيم تفيده في هذه التجربة.
الاطفال في عيد الفطر
اعمال المنزل
يمكنك تشجيع طفلك على المشاركة في ترتيب المنزل واستعداده لاستقبال العائلة والضيوف. يمكنك أن تبدأ بتوجيهه وسؤاله عن رغباته في ترتيب غرفته وترتيب الأشياء في المنزل.
يمكن أيضًا إعطاؤه بعض المهام المناسبة لعمره، مثل حمل الأدوات أو تنظيف بعض الأماكن.
يمكن للطفل أن يساعد في نقل الأشياء من مكان لآخر ووضعها في الأماكن المناسبة. يمكنه أيضًا مساعدتك في ترتيب الأثاث والديكور في غرفته وفي باقي أرجاء المنزل.
يمكنك تشجيعه على اقتراح أفكاره الخاصة حول كيفية جعل البيت مكانًا مرحبًا ومرتبًا لاستقبال الضيوف.
يمكن أن تعزز هذه الخبرة قدرات طفلك، بما في ذلك تنمية مهارات التنظيم والملاحظة والتعاون. كما ستساعد طفلك على بناء شعور بالمسؤولية والاعتماد على النفس، وتعزيز ثقته في قدراته ومشاركته في الحياة اليومية للأسرة.
الأزياء الجديدة
شراء الملابس الجديدة لطفلك تمنحك فرصة لتعليمه العديد من الأشياء. يمكنك تعريفه على الألوان وأسمائها وكيفية التنسيق بينها.
يمكنك أيضًا تعريفه على الملابس غير الملائمة (المبتذلة) وطرح سؤال عن رأيه فيها، مما يعزز فهمه الغير مباشر عن الابتعاد عنها.
يـمكنك تعليم طفلك كيفية التصرف أثناء التسوق، بما في ذلك كيفية التفاضل بين القطع المختلفة عندما تعجبنا أكثر من قطعة وليس لدينا ميزانية كافية لشراء الجميع.
بامكانك التحدث مع الطفل عن كيفية التعامل مع الآخرين أثناء التسوق، ومراجعة معلومات السلام ونقاط الالتقاء. يمكنك تعليمه كيفية التحدث مع الغرباء بطريقة مهذبة وآمنة.
بشكل عام، عملية الشراء تعد فرصة مفيدة لتعليم طفلك مبادئ اتخاذ القرار والاختيار، إذا استغليت هذه الفرصة بشكل جيد.
التجمّعات
في العيد، تتاح للطفل فرص عديدة للتعامل مع مواقف اجتماعية قد لا تتوفر في الأيام العادية، ويمكن استغلال هذه الفرص لتعليمه كيفية التعامل الاجتماعي اللائق.
يمكن للوالدين أن يعلموا طفلهم آداب الحديث والترحيب بالضيوف، وكيفية الاستماع لهم والتحدث معهم باحترام وانتباه، وتجنب علامات التوتر مثل هز القدمين أو التعبير عن الانزعاج.
الطفل يمكنه أن يتعلم كيفية التعبير عما يريد ببساطة والاعتراض على ما لا يحب بنفس البساطة.
ومن الممكن تعليمه أيضًا كيفية قول التحية عندما يكون هو الضيف، وكيفية إظهار الاحترام لمضيفه، وكيفية المساعدة في ترتيب المائدة وتقديم الضيافة بعلامات الترحيب والاستحسان.
كل هذه المواقف الاجتماعية تساهم في تكوين شخصية الطفل الاجتماعية، ومن الأسف أن يُقتصر تعامل الطفل معها في توجيهه بالجلوس في الغرفة فقط مثلاً وعدم اللعب في العيد.
العيديّة
العيدية تعزز بهجة الأطفال في العيد وتمكنهم من تعلم وتطبيق الدروس التعليمية والتربوية، مثل الحساب والجمع والطرح وكيفية إدارة المال وتقسيمه في الإنفاق.
تشجع العيدية أيضًا على التصدق واقتطاع جزء صغير للصدقة، مما يجعلها بداية مفيدة لتعليم الأطفال أساسيات المالية والادخار والإنفاق.
العطاء
مناسبة العيد تُعد فرصة هامة لتعليم الأطفال قيمة العطاء. يُمكن أن تُرحب في هذه المناسبة بإعطاء الطفل عيديته قبل العيد بيوم أو اثنين، لمساعدته في المشاركة في زكاة الفطر.
بهذا الشكل، يتعلم الطفل أن يُخرج جزءًا من ماله لله ويُعوَد بذلك تدريباً آخر.
اتخاذ القرارات
من الأهمية بمكان أن يدرك الطفل أنه لديه الحرية في اتخاذ قراراته الخاصة خلال هذه المناسبة، خاصة إذا كان الطفل في سن متقدم.
يُمكن تشجيع الطفل على اتخاذ قراراته الخاصة والتفاعل كفرد فعال يتخذ قرارات مناسبة، مثل اختيار النشاط الجماعي، أو اختيار وجبة الطعام، أو مكان التنزه.
ايضا يمكن للطفل الذي يعتاد على المشاركة واتخاذ القرارات أن ينمو كشخص واثق بقدراته، ويعتمد على نفسه بشكل كبير، ويكون مريحًا للأهل.
في الختام
كونك ولي أمر، يجب أن تكون مستعدًا لمراقبة المواقف والأحداث التي تحدث أمام طفلك، واستغلالها في تكوين تجارب تعليمية وتربوية للطفل، وتهيئة الفرص له للتعلم بالتجربة والمتعة.
الاستعداد الدائم والاهتمام بالتربية أمر بالغ الأهمية، فكن مستعدًا للاحتفال بالعيد ومشاركة طفلك في هذه الفرصة.