تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال يعد وبقوة أحد أهم الموضوعات التي يهتم بها علماء النفس وعلماء الاجتماع على حد سواء. بل وخبراء الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة بشكل بالغ القوة. وذلك لأن هذا الأمر يلعب دورا بالغ الخطورة فيما يتعلق ببناء الشخصية القوية بالنسبة لأي إنسان.
فمرحلة الطفولة في حياة أي فرد وحسب ما أقرته نظريات العالم المعروف سيغموند فرويد لها بالغ الأثر في حياته القادمة. وكذلك أيضا فيما يجب أن تنعم به نفسه من سواء.
ومن هنا قررنا أن يكون لنا هذا المقال الذي سوف نشرح فيه بشيء من التفصيل أهم الوسائل والعمليات التي تساعد نحو تقوية ثقة الطفل بنفسه. بما يساعد قرائنا الأعزاء دون شك نحو الاستفادة منها من أجل التنشئة الاجتماعية الناجحة لأطفالهم أو لمن في رعايتهم من صغار السن.
دور الأسرة في تقوية ثقة الطفل بنفسه
فالأسرة هي الوحدة الأساسية للتنشئة الاجتماعية للطفل. كما أنها البيئة الأولى لمختلف تفاعلاته وعلاقاته. ومن هنا فهي تتحمل مسؤولية رئيسية في تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال.
ويكون ذلك عبر مجموعة من السلوكيات التربوية التي يجب أن ينتهجها الوالدان مع أبنائهم الصغار كافة. فالبداية تكون مع تعويد الطفل على تحمل بعض المسؤوليات الخاصة به. والتي لابد أن يكون قادرا على القيام بها.
وإلا فالنتائج سوف تكون عكس ما هو مطلوب تماما. بل ولن يفقد الطفل فقط ثقته بنفسه، وإنما أيضا سوف يفقد أي قدرة ورغبة في المحاولة.
تقول النظرية السلوكية كذلك التي من روادها واطسون إن الكائن الحي يكتسب سلوكا ما أو يتجنبه عبر التشجيع أو التوبيخ والعقاب على الترتيب.
ومن هنا فإن المكافآت المادية أو المعنوية للطفل مع قدرته وقيامه بالمسؤوليات المنوطة منه داخل المنزل. تعمل دون شك على زيادة ثقته بنفسه. بل وتزيد من رغبته في تحمل المسؤوليات.
كيفية التعامل مع معوقات تنمية ثقة الطفل بنفسه
وعلى الرغم من أن دور الأسرة لا غنى عنه في تعويد الطفل على تقوية ثقته بنفسه، إلا أن هذا الدور يقف في طريق مهامه العديد من المعوقات.
والتي قد خصصنا البنود التالية من هذا المقال للحديث عن كيفية التغلب عليها. على رأس هذه المعوقات التنمر الذي قد يفقد الطفل ثقته بنفسه تماما. هذا فضلا عن العزلة وقسوة الوالدين في التعامل مع أبنائهم.
دور خدمة المجتمع في تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال
وخدمة المجتمع ليست كما يظن معظم الناس في ارتباطها بكبار السن والشباب فقط. وأنهم هم وحدهم القادرون عليها. فقد وجد الكثير من علماء الاجتماع وعلماء الخدمة الاجتماعية أن الأطفال يمكنهم القيام بذلك.
المهم هو التوجيه السليم لمجهودات الأطفال في هذا الميدان تحديدا. ومن الضروري أيضا من أجل تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال أن يكون أمامهم نموذج أو قدوة تؤكد لهم مدى أهمية ما يقومون به من أعمال في خدمة المجتمع.
أشهرها بالطبع تجربة مالالا يوسفزي التي دخلت هذا المعترك وهي بعمر الثانية عشرة سنة. حتى إنها تعد أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام.
نصائح هامة من علماء النفس عند تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال
فكما تحدثنا عن دور الخدمة الاجتماعية كون طرقها أحد الوسائل الهامة لتقوية ثقة الأطفال عموما بأنفسهم. فإننا لا ينبغي أن ننسى نصائح علم النفس حول الموضوع. والتي تم إيضاح صحتها بالتجارب الميدانية والمعملية. فهي سوف تساعد بشكل كبير على دعم ثقة الطفل بنفسه.
وعلى رأس تلك النصائح:
- ابتعاد الوالدين تماما عن التنمر بابنهما أو عقابه بقوة حال فشله في أمر ما.
- أيضا لابد من الاهتمام بكل إنجاز يقوم به الطفل مهما كان صغيرا.
- كذلك لابد أن يعي الطفل طبيعة صفاته وشخصيته بشكل جيد. وأن يدرك تماما أن الاختلافات التي قد تكون لدى طبيعته الجسمانية أو النفسية أو العقلية أو الاجتماعية عن باقي أقرانه، إنما هي سماته الشخصية. وليست بأي حال من الأحوال عيوب. بل منها ما يكون مزايا رائعة.
دور الجماعات في تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال
والمقصود بالجماعات هنا هي المجموعات من الأطفال التي يتم تكوينها لغرض معين. ويكون الإشراف الخاص بها خاضع للأخصائي الاجتماعي. وتكون أيضا هذه الجماعات داخل مؤسسة اجتماعية معينة ينتمي إليها الطفل: كالنوادي مثلا أو المدارس، وغيرها من المؤسسات.
وإن تم إنشاء الجماعة بأسلوب مخالف لما سبق، فهي حينئذ لم تعد جماعة اجتماعية بالصورة المنضبطة التي تحقق ثقة الطفل بنفسه. وإنما يكون تجمعات الأطفال بها كمجموعات اللعب والجيرة وغيره. وهي مجموعات أنشطتها تتم بشكل تلقائي بحت. مما قد يؤدي إلى ظهور الكثير من العوامل التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية تماما في مسألة ثقة الطفل بنفسه.
وفي كافة الأحوال ومهما كان نوع الجماعة التي ينتمي إليها الطفل، فلابد وأن يكون رئيس اجتماعاتها وقائد أنشطتها هو الطفل نفسه الذي قد تم انتخابه من الأعضاء الصغار داخل الجماعة.
وبهذا سوف تساهم الجماعة بشكل فعال في تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال المنضمين لتلك الجماعة. خاصة مع قيامهم بتأدية أنشطة الجماعة بشكل منتظم ووفق خطة محددة.
وفيما يلي أهم أنواع الجماعات التي يمكن للأطفال الانضمام إليها:
جماعات الهوايات عند الأطفال
ومثل هذه الجماعات يمكن أن توجد في المدارس أو النوادي. وهي متنوعة في أنشطتها وطرق تنظيمها وكذلك أهدافها. فهناك الجماعات الرياضية، والفنية، والاجتماعية، وما نحو ذلك. ولتقوية ثقة الطفل بنفسه لابد وألا يتم فرض نشاط معين على الطفل. ولا يتم كذلك إجباره على دخول جماعة معينة.
فينبغي حينها أن يكون اختياره نابعا من تفضيلاته الشخصية. وهذا لا يعني أيضا التخلي عن الطفل تماما وتركه دون مساعدة على الاختيار. فدور الوالدين في نصح الطفل وإرشاده هام للغاية، خاصة مع الأطفال ذوي الأعمار الصغيرة. وتذكروا أن الهواية بشكل عام تجعل الطفل يشعر بمهاراته وقدراته. وهو ما يعزز ثقته بنفسه بالطبع.
جماعات الدراسة الخاصة بالأطفال
وتلك الجماعات على الرغم من انتشارها. خاصة بين طلاب المدارس من الأطفال. إلا أنها قد تتسبب في أحيان كثيرة في هدم الثقة بالنفس لدى عدد كبير من الأطفال المنضمين لها. وذلك بسبب التنمر من مستوى الطفل الدراسي من ناحية. ومن ناحية أخرى من قسوة التعامل معه.
وذلك لاعتقاد الكثير من القائمين على تلك الجماعات أن تلك القسوة سوف تساهم في اهتمام الطفل بالمذاكرة. لذلك لابد من وجود الإشراف المعد مهنيا وعمليا المتمثل في الأخصائي الاجتماعي لمتابعة مثل هذه الجماعات. مع ضرورة أن يكون الطلاب المنضمين إليها من الأطفال من مستوى دراسي واحد تقريبا. ولديهم ميول واهتمامات علمية مشابهة.
خاتمة
كان هذا أهم ما قمنا بسرده حول تعزيز الثقة بالنفس عند الاطفال. ربما هناك العديد من الأمور التي لم يسعفنا حجم المقال للحديث عنها. لكننا أيضا نؤكد لكم أن أهم ما يتعلق بتعزيز الثقة لدى الأطفال قمنا بسرده هنا. ومع المزيد من المقالات سوف يتضح الأمر بصورة أفضل دون شك.