طرق استنطاق الاطفال ليُفصحوا لنا ما يحدث معهم !

استنطاق الاطفال

في هذا العصر الحديث قد يُعاني كثير من الآباء والأمهات من مشكلة كتمان أطفالهم لمشاعرهم، أو إخفائهم وعدم إفصاحهم عن ما يدور معهم في حياتهم ويومهم وخاصةً في المدرسة لوالديهم. إن لم يتم التعامل مع هذا التحدي بشكل صحيح مبكرًا قد يكون له آثار سلبية خطيرة في المستقبل دون أن نعلم حتى ذلك. في هذا المقال سأستعرض لك أفضل طرق استنطاق الاطفال، وأسباب كتمانهم لمشاعرهم وإخفاء الأحداث التي تدور معهم عن والديهم.

مسببات الكتمان والإخفاء

بينما نحن نحاول استنطاق الاطفال وتعويدهم على التحدث لوالديهم عن كل ما يدور معهم في حياتهم، قد نتسبب نحن بعكس ذلك دون وعي منا بسبب بعض أساليب التعامل معهم:

النصح المفرط

من أبرز الممارسات التي تعيق استنطاق الاطفال وتجعلهم يتجنبون التعبير ويخفون ما يدور معهم أكثر هو نصح الوالدين المفرط، حيث أنه عندما يتحدث الطفل أو يعبر يتلقى كمًا كبيرًا من النصح من قبل والديه، وأصبح الوالدين يتحدثون أكثر من الطفل وأكثر مما يستمعون إليه، وهذا الأسلوب يُنفّر الطفل ويجعله يخاف من التحدث والتعبير بسبب ردود الفعل الغير محببة التي يتلقاها نتيجة التعبير “النصح المفرط”.

قد تُفيدك قراءة: خلافات الوالدين واثرها على الأبناء: 6 بذور خطيرة تُزرع ستحصدون ثمارها غدًا !!

النقد واللوم والتوبيخ

وهنا نأتي لآفة العصر، كيف تتوقع أن يتحدث إليك طفلك عما يحدث معه في المدرسة أو مع أصدقائه أو حتى مع أقاربه أو يعبر لك عن مشاعره أو عن ما يدور في داخل عقله وقلبه بينما أنت تُقابله بالنقد أو اللوم في كل مرة؟

لذلك هذه الأساليب هي من أبرز معوقات استنطاق الأطفال وتعويدهم على التعبير والتحدث مع آبائهم وأمهاتهم عن كل شيء في حياتهم.

التحكم الزائد

إن محاولة الوالدين في التحكم بكل شيء في حياة الطفل، ووضع القوانين والقواعد الصارمة والحازمة جدًا دون الاستماع للطفل أو محاولة أخذ رأيه، أو حتى الاشتراك معه في ذلك، سيجعله ينفر أكثر فأكثر من والديه ويتجنب الإفصاح لهما عما يحدث معه. إن أردنا الحق، فإن هذا الأسلوب ليس منتشرًا كثيرًا، إلا أن بعض الآباء والأمهات يمارسونه من منطلق حسن نية لحماية أطفالهم في بعض الأحيان.

الاستهزاء أو السخرية

تخيل أنك تتحدث مع صديق لك عما في قلبك، أو تشرح له حدثًا ما مريت به بالأمس في عملك وأبدى لك ردة فعل بها استهزاء بك أو سخرية منك أو مما حدث، كيف سيكون شعورك لحظتها؟

فما بالك من يتلقى ردة الفعل هذه من أبيه أو أمه وهو طفل صغير، الشعور ذاته وأسوء سيكون لدى الطفل حينها، وحتى لا يشعر بهذا الشعور مرة أخرى سيتجنب الإفصاح والتعبير.

استنطاق الاطفال
استنطاق الاطفال

طرق مميزة لاستنطاق الاطفال

ننصحك قبل استخدام طرق استنطاق الاطفال هذه بأن تتأكد أولاً من أنك تخلصت من المسببات التي في الأعلى، لأنك إن كنت تمارس تلك السلوكيات فأنت ستهدم ما تبنيه بنفسك بها، وستخسر علاقتك مع طفلك مع مرور الوقت:

الإنصات الفعال

من أولى أهم الطرق التي يمكننا استنطاق الأطفال بها، ومن ضمن الأسباب التي يُقرر منها الطفل الإفصاح والتعبير لوالديه هي مدى قدرتهم على ورغبتهم بالاستماع والإنصات له، فإن كنت تنصت له ولا تقاطعه ويُكمل كلامه دائمًا دون مقاطعة، فسيُحب التحدث إليك والتحاور معك أكثر مع مرور الوقت ومع تكرار ذلك الحدث. بينما إن كان عنصر الإنصات غير موجود، أو يتم مقاطعة الطفل باستمرار أثناء حديثه، فأنت تكون قد بدأت بقطع حبل العلاقة معه، وسيتجنب التحدث معك والإفصاح لك عن أي شيء.

قد تُفيدك قراءة: كيف تتقن فن التواصل مع الأطفال في خطوات بسيطة !

التعاطف والاهتمام

بحسب سياق الحديث وما يتحدث عنه، قد يتطلب منك في بعض الأحيان إظهار التعاطف معه والاهتمام به وبما يقوله. إن صاحَب الاهتمام الإنصات واعتدت على أن تُصحب الإنصات الفعال باهتمام وتعاطف صحيح في الوقت الصحيح، فأنت ستكون بنيت ثقة جيدة بينك وبينه، وقطعت أولى وأهم خطواتك نحو تحبيب الطفل بالتحدث إليك والتعبير عن مشاعره والإفصاح عن ما يحدث معه في حياته.

تمارين الوصف

بعض، بل كثير من الأطفال -وخاصةً في مجتمعنا- يُواجهون صعوبات في الوصف والتعبير بسبب بعض الأساليب التي نشأوا عليها. ولذلك، يُمكننا أن نستخدم أسلوب تمارين الوصف مع الطفل عبر تدريبه على أن يصف لنا بعض الأدوات والجمادات من حولنا عدة أوصاف أثناء الحوار معه بالسؤال عنها، فتتطور مهارات التعبير لديه مع مرور الوقت

مثال: أثناء رحلة التنزه معه في الخارج، إن رأينا شجرة ما على الطريق، يكننا أن نقول له: هيا، صِف لنا هذه الشجرة 3 أوصاف مختلفة، وبعد ذلك 4 أوصاف أخرى مختلفة، وهكذا.

استخدام اللعب

الأطفال يُحبون الألعاب كثيرًا، فيُمكننا استخدام الألعاب كوسائل لفهم مشاعرهم، وتطوير مهاراتهم في التعبير، وتوسيع مفرداتهم.

مثل:

  • الألعاب التخيلية كألعاب تمثيل الأدوار
  • الألعاب اللغوية كألعاب الكلمات المتقاطعة والكلمات المعكوسة
  • الألعاب الفنية كالرسم والتلوين وتشكيل الصلصال “للتعبير الغير لفظي وفهمهم بطرق غير مباشرة.

النموذج المحتذى

من ضمن أقوى الطرق الفعالة هي أن يُشاهد الطفل والديه وهم يُعبّرون ويُفصحون عن بعض أسرارهم، فهذه تطوّر جانبين هامين؛ جانب القدوة وأنه سيُحاول التعبير والإفصاح اقتداءً بوالديه، وجانب تطوير المفردات واللغة لديه نظرًا لكون والديه يتحدثون معه ويُعبّرون أمامه باستمرار.

القصص والأفلام والكتب

هذا الثلاثي كنز بالنسبةِ للوالدين، حيث يُمكن لكل واحد منهم تطوير جوانب عديدة لدى الطفل، بل ويُمكن توظيفهم كوسائل تُساعد الوالدين على تحقيق أهدافهم التربوية. وكذلك من ضمن ما يُمكن الاستفادة به منهم هو التحاور مع الطفل وحثه على التحدث والتعبير عن ما يدور بداخله حيال ما قرأ أو شاهد الوالدين معه، وخاصةً إن كان ما قرأه من قصص أو شاهدها من أفلام يُحبها أو مثيرةً وجذابةً إن كانت من دائرة اهتماماته.

أكمل القراءة حول: أفضل 7 طرق لتطوير مهارات التعبير عن المشاعر لدى طفلك

في الختام

هذا ما استطعت أن أذكره لك اليوم حول استنطاق الأطفال وتعويدهم على الإفصاح عن أسرارهم وما يدور معهم في حياتهم والتعبير عن مشاعرهم.

أخيرًا وليس آخرًا، نود تذكيرك بأن علاقتك مع الطفل أهم بكثير من رغباتك أنت، أو بمعنى أدق، لا يهم إذا فعل طفلك ما تريده بالضبط أو نفذ أوامرك وحقق رغباتك أو لا مقابل علاقتك معه واستمراريتها وقوتها. لذلك نصيحة، اعمل على تجنب جميع الأساليب المنفرة التي ذكرناها في الأعلى، ثم اجعل هدفك الأول في رحلة التربية بعدها هو بناء العلاقة القوية والمتينة مع الطفل.

معاً نحو #بناء_أجيال_المستقبل 🎯

المصدر: فلذاتنا

 

Shopping Cart
Scroll to Top