سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات أمور لطالما شغلت بال الكثير من الناس حتى قبل علماء النفس. وإن كان ذلك غالبا ما يكون تحت مسميات عدة بخلاف هذا العنوان العلمي الذي اخترناه ليعبر عن الموضوع. وترجع أهمية هذا الموضوع لكونه يرتبط بشكل مباشر بنضج الفتيات في مختلف النواحي.
وعليه فقط فقد قررنا الحديث بشكل تفصيلي عن كل نقاط الأمر. بما يساعد أهالي المراهقات والمحيطين بهم على فهمه بالصورة الصحيحة التي تسهل عليهم التعامل معهن. فإن كنتم ترون أن الموضوع هام بالنسبة لكم، فلا تفوتوا قراءته للنهاية.
كيفية التعامل مع التغيرات التي تطرأ على المراهقات
وقبل أن نتحدث عن التغيرات الخاصة بالمراهقات وطبيعة سنهن، نود أن ننوه أولا لمجموعة من النصائح المستقاة من كتب علم النفس المتعلقة بتلك المرحلة. وذلك حول التعامل مع الفتيات المراهقات. وهذا حتى يتسنى لنا فهم طبيعة هذا السن وما يرتبط بها من تغيرات بصورة أفضل.
حيث إن سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات يتطلب لينا في التعامل معهن من الأهل. مع ضرورة تقدير ما يمررن به من آلام واضطرابات نفسية نتيجة التغير الهرموني داخل أجسادهن. كذلك من الضروري العمل على الحديث معهن حول مشاكلهن ومساعدتهن في حلها.
أيضا لابد من العمل على زيادة ثقتهن في أنفسهن. وكذلك القيام بتقوية شخصياتهن لمواجهة الصدمات التي قد تظهر في حياتهن في مختلف النواحي. خاصة وأنها تهتز كثيرا نتيجة للتغيرات الجسدية المتعلقة بالطمث الذي يبدأ غالبا مع المراهقة.
سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات المرتبطة بالجنس
تطلع الكثير من الفتيات في مرحلة المراهقة إلى إقامة علاقات مع الجنس الآخر. كذلك عدد لا بأس به منهن لديهن فضول عميق نحو التعرف على العلاقة الجنسية وطبيعتها وكل ما يتعلق بها. ومثل هذا الفضول غالبا ما يصطدم بنهر الأهل عن التفكير في ذلك. مما يعمل على زيادة هذا الفضول.
وعلاج الانحرافات السلوكية المتعلقة بهذا الأمر يكون بالتوعية الدينية للفتيات من ناحية. ومن ناحية أخرى أن يسعى الأهالي للحديث مع بناتهن حول ما يتعلق بالأمور الجنسية دون إباحية أو شعور البنات أن أهاليهن يخفون شيئا ما حول الأمر. لا بأس أيضا بالاستعانة بالأخصائي الاجتماعي المختص أو الأخصائي النفسي حال ارتباط مثل هذه الأمور بمشكلات نفسية.
التغيرات الفسيولوجية وعلاقتها بالتغيرات النفسية للمراهقات
وهي تلك التغيرات الجسدية التي تكون في سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات ترتبط بها ارتباطا وثيقا. وتتمثل في حدة الصوت، وظهور شعر العانة. كذلك تتمثل في كبر حجم الحوض والثديين. أضف إلى ذلك دورة الطمث. ومثل هذه التغيرات تشعر الفتاة بأنها قد نضجت. وأنه من الممكن أن تتصرف كالكبار.
فلابد من توعية المراهقات على أن ما لديهن من تغيرات فسيولوجية لا يمكن أن يرقى للنضج بأي حال من الأحوال. وإذا كانت التغيرات النفسية المرتبطة بذلك الشعور الكاذب بالنضج قد تطورت إلى مشكلات نفسية. فلابد في تلك الحالة من الاستعانة بطبيب نفسي أو أخصائي نفسي، وأيضا أخصائي اجتماعي.
سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات المرتبطة بالسلوك
فسن المراهقة يتسم عادة بمجموعة من التغيرات النفسية المرتبطة بالسلوك كالاضطراب، وأحيانا بالتردد والقلق. وهذا ما ينعكس على المراهقات سلوكيا. فتتميز سلوكياتهن عموما بالعصبية والعنف، وربما التهور.
وأول ما ينبغي القيام به للحفاظ على سلوكيات الفتيات بعيدا عن أي شذوذ أو لاسواء نتيجة سن المراهقة. هو العمل على فهم طبيعة مشاعر المراهقات وتغيراتهن النفسية السابق ذكرها. مع ضرورة الاستعانة بالخبراء المتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع إن لزم الأمر. وتحديدا في حالة ظهور أي سلوكيات غير سوية نابعة من تغيرات نفسية شاذة.
التغيرات العقلية المرتبطة بالتغيرات النفسية للمراهقات
ففي سن المراهقة، نجد أن التغيرات النفسية للفتيات خلالها تؤدي إلى مجموعة من التغيرات العقلية التي تحدث عادة لدى المراهقات. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: أحلام اليقظة التي بها تتخيل المراهقات أمانيها وتعيش معها منعزلة قليلا عن الواقع. وهو الأمر الذي قد يتطور للفصام النفسي في حالة زيادته عن الحد الطبيعي.
الخيالات المبالغ فيها والنسيان بصورة كبيرة تعتبر أيضا تغيرات عقلية قوية كفيلة بالوصول للإنسان لأعراض نفسية خطيرة مثل الضلالات والوساوس، وغيرها. وبناء على كل ما سبق، لابد من الاهتمام بمنع وصول التغيرات العقلية والتغيرات النفسية إلى الدرجة التي تؤدي إلى المرض النفسي أو العقلي لدى الفتاة المراهقة.
سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات في الحياة الاجتماعية
تلعب التغيرات النفسية لدى الإنسان بشكل عام، مهما كان عمره أو جنسه دورا كبير الأثر في حياته الاجتماعية. وذلك من حيث أفعاله الاجتماعية وردات الفعل المرتبطة بالظروف الاجتماعية، وأيضا الأدوار الاجتماعية. ومرحلة المراهقة تدخل دون شك في تلك القاعدة.
لذلك فهذا البند سوف يساعد في إيضاح تلك العلاقة من خلال نقطتين هما الأهم في الحياة الاجتماعية بشكل عام. بما يجعل من السهل التعرف على كيفية التعامل مع هذا الأمر.
المراهقات والصداقة
الصديقات بالنسبة للفتاة المراهقة لهن أهمية كبيرة في حياتها. تشاورهن باستمرار. وتسعى إلى تقليدهن. وتفضي إليهن بأسرارها الخاصة. ومن هنا كان من الضروري أن تتابع أسرة الفتاة من تصاحب ابنتهن. مع التعرف على طبيعة تلك الصديقات. خاصة مع آثارهن البالغة على شخصية الفتاة، وما قد يكون بها من تغيرات. خصوصا التغيرات النفسية.
وقد تطورت طرق الصداقة بين المراهقات بشكل كبير. والآن الصداقة تكون عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يجب أخذ الحذر منها. كون المراهقة قد تتعرض للغش والخداع عبرها.
بل إنه من الضروري أيضا أن تتخذ أسرة الفتيات المراهقات موقفا حاسما في حالة تعرف الفتاة المراهقة على رفيقات السوء. مع اتخاذ ما يلزم من الوسائل لإبعادها عنها. على أن يكون ذلك ليس بالإجبار. وإنما بالنصح والإرشاد وإقناع الفتاة بمدى الضرر الذي سوف يقع عليها من جراء ذلك.
المراهقات والأسرة
وتكون العلاقة بين المراهقة وأسرتها غالبا يشوبها بعض الحساسية. وأحيانا نرى فيها العناد والندية. وكذلك الرغبة في تقليد الكبار. وقد تقوم أسرة المراهقة في معظم الأوقات بتمييز الأولاد على البنات المراهقات بمزايا اجتماعية أفضل. كأن يسمح لهم بالخروج بمفردهم أو السهر مع الأصدقاء لوقت متأخر مع الأصدقاء، وغيرها.
والأفضل أن تكون العلاقة الاجتماعية بين الفتاة والأسرة مستقرة دون أي اضطرابات. وأن تحظى بمزايا اجتماعية شبيهة بمزايا الأولاد المراهقين في الأسرة. لا نقل مثلها تماما. لكن مزايا أخرى تجعلها لا تشعر بأي ظلم أو تمييز اجتماعي غير عادل. بما يتسبب في مشكلات نفسية للفتاة.
في الختام
إن ما سبق ذكره في هذا المقال حول سن المراهقة والتغيرات النفسية للبنات يؤكد ليس فقط على مدى خطورة تلك المرحلة. وإنما كذلك على الشكل المثالي الذي يجب أن يتم به التعامل مع أهم أوضاعها.
ومن هنا كانت رغبتنا القوية في أن يقوم كل من يقرأ هذا المقال بمشاركته على حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. بحيث تصل معلوماته لأكبر عدد ممكن من الناس. وهو ما يساهم في نشر المعرفة عن مرحلة المراهقة. وبذلك تنعكس فائدة ذلك على المجتمع ككل.