نعمل الآن على تطوير الموقع؛ لذلك نعتذر على أي خطأ قد يظهر لكم أثناء التصفح.. وشكراً جزيلاً لزيارتكم

مرحلة المراهقة

مرحلة المراهقة ودورها في تكوين شخصية الإنسان

مرحلة المراهقة هي الحدّ الفاصل بين مرحلة الطفولة ومرحلة النضج، فهي بمثابة نقلة نوعية تهيّئ الإنسان على كافة الأصعدة، النفسية منها والجسدية والاجتماعية و….وغيرها، لذلك تُعتبر مرحلة المراهقة مرحلة حساسة للغاية بل وخطرة أحياناً.

 

متى تبدأ مرحلة المراهقة:

تختلف نقطة البداية ونقطة النهاية لمرحلة المراهقة من شخص إلى آخر فهي تتبع لعدة مؤثرات منها البيئة الاجتماعية المحيطة وكذلك ظروف البلد وموقعه الجغرافي كما أنها تختلف حسب الجنس إضافة إلى ذلك فإن العوامل الوراثية دوراً مهماً في تحديد بداية مرحلة المراهقة ونهايتها، لكن وبشكل عام يمكن تجزئتها إلى ثلاث مراحل رئيسية ألا وهي المراحل:

 

الأولى: تبدأ بعمر الـ 11 عاماً وتنتهي بعمر الـ 14 عاماً، ضمن المرحلة الإعدادية ـ ضمن المراحل الدراسية ـ وتتميز بنمو جسم الطفل بشكل متسارع وملحوظ.

الوسطى: والتي تبدأ بعمر الـ 14 عاماً وتنتهي بعمر الـ 18 عاماً، وتشمل مرحلة الدراسة الثانوية وأهم ما يميز تلك المرحلة إضافة إلى عملية النمو الجسدي واكتماله، هو الرغبة الجامحة بالاستقلالية والتي تصل إلى حدّ التمرّد في بعض الأحيان.

المتأخرة: تبدأ هذه المرحلة بعمر الـ 18 وتنتهي بعمر الـ 21، يمكن وصف هذه المرحلة بأنها مرحلة صقل لشخصية الشابـ/ـة، ففي هذه المرحلة تبدأ مشاعر الإنسان تتوازن بشكل إيجابي ويصبح قادراً على السيطرة عليها وتوجيهها بشكل أفضل من ذي قبل.

 

التغيّرات النفسيّة في مرحلة المراهقة:

المراهقة هي بوابة الطفل لمرحلة النضج وتحمل المسؤولية؛ مسؤوليته اتجاه حياته الشخصية واتجاه عائلته واتجاه المجتمع ككل، تطرأ في هذه المرحلة الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية على الإنسان (الطفل)، فجميع مشاعر الإنسان في مرحلة المراهقة تكون في ضمن حدودها العليا، لذلك تنعكس وبشكل كبير على حالته النفسية، ولو تطرقنا إلى أهم تلك التغيرات النفسية نجد أبرزها:

صعوبة السيطرة على المشاعر وتوظيفها بالشكل السليم: كما ذكرنا في البداية، ففي مرحلة المراهقة تصل جميع مشاعر الفتى أو الفتاة إلى الذروة، هذا ما سيجعل أمر السيطرة على تلك المشاعر أمراً صعباً وجديداً بالنسبة إليه، فهو مثلاً إذا غضب سيغضب بشكل تصعب السيطرة عليه وإذا حزن سيحزن بشكل مبالغ فيه وهذا ما ينطبق على كافة المشاعر الأخرى من حب وكره وغيرها، وبذلك ستكون ردود أفعاله في معظم الأوقات غير متوقعة ومبالغ بها بشكل كبير.

 

تذبذب في الثقة بالنفس: في مرحلة المرهقة يكتسب الإنسان ثقته بنفسه من محيطه ويتأثر به بشكل كبير، فهو في هذه المرحلة يستمع إلى كافة الانتقادات مهما كانت ومهما كان مصدرها، سواءً من أهله أو من أقرانه، ويأخذ تلك الانتقادات على محمل الجد، مما ينعكس على طريقة رؤيته لنفسه، لكن ماذا لو كانت معظم تلك الانتقادات سلبية…؟!

سنجد المراهق يقارن نفسه وبشكل كبير بالآخرين وتحديداً بأقرانه  وينظر إلى محاسنهم ويضعها في مقارنة مع عيوبه، هذا ما يساهم في إضعاف ثقته بنفسه أكثر بل وباحتقارها أحياناً.

 

مزاج متقلّب أو غير محدد: نتيجة ما يطرأ في هذه المرحلة من تبدلات وتحولات هرمونية نجد أن مزاج المراهق يتبدل بين لحظة وأخرى وقد يتطور به الأمر إلى الدخول في نوبات اكتئاب قد تضر بصحته النفسية وتنعكس على حياته الشخصية والاجتماعية إذا تمّ إهمالها.

 

مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة

 

مشكلات مرحلة المراهقة:

يمكن تصنيف مشكلات مرحلة المراهقة إلى ثلاثة جوانب رئيسية: 

شخصية: نتيجة ما يعيشه المراهق من صراعات داخلية وتقلبات مزاجية وتغيرات جسدية يصعب فهمها لدى معظم المراهقين، ستنعكس الأمور على حياته الشخصية وسيصبح غير قادر على التعامل حتى مع نفسه وتحديد متطلباته وأهدافه لأنّ عقله مشوّش ومشاعره متداخلة.

عائلية: يرى المراهق ـ على مستوى عائلته ـ أن والداه لا يفهمانه وبازدياد رغبته بالاستقلالية في هذه المرحلة يرى أن توجيهات أهله نوع من التدخل في حياته الشخصية وقرارته، مما يخلق فجوة بينه وبين والديه، ستزداد تلك الفجوة إذا كان الأهل غير واعين لكيفية التعامل مع تلك المرحلة.

اجتماعية: يرى بعض المراهقين أنهم متفردون في تفكيرهم وفي طريقة فهمهم للحياة وتزداد رغبتهم في السيطرة والتمرد مما ينعكس على سلوكياتهم الاجتماعية وطريقة تعاطيهم مع محيطهم الاجتماعي، وعلى العكس تماماً فإنً بعضهم الآخر يجد صعوبة شديدة في التعاطي مع المحيط مما يجعلهم أشخاص خجولين أو انطوائيّين لا يستطيعون الانخراط بين محيطهم وأقرانهم بسهولة.

 

في النهاية مهما بلغت مشكلات المراهقة ومهما كثر الكلام عنها لا بدّ من النظر إلى الجانب الإيجابي لتلك المرحلة من قبل الأهل واعتبارها أول خطوة لكي يجعلوا من أبنائهم أصدقاء لهم ويتقربون منهم وينظرون إلى احتياجاتهم وإشباع رغباتهم العاطفية كي لا ينتهي الأمر بأطفالنا إلى الانحراف عن الطريق الصحيح والضياع.

 

المصدر: فلذاتنا

زر الذهاب إلى الأعلى