يولي الإسلام اهتمامًا كبيرًا لتربية الأطفال، إذ يعتبر غرس تحمل المسؤولية عند الاطفال من أهم الأمور الأساسية التي يجب الإهتمام بها. ويدل ذلك على أهمية كبيرة لهذه العملية، حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على تربية الأطفال بشكل جيد، مشيرًا إلى أنهم هم نصف المستقبل والحاضر.
الأولاد نعمة من الله سبحانه وتعالى، يهبها لمن يشاء، ويمسكها عمن يشاء، فلذلك علينا تنشئتهم تنشئة إسلامية صحيحة حتى يعود نفعهم على أوطانهم وأمتهم من بعد نفع أنفسهم وأسرهم، وأن هديه صلى الله عليه وسلم في معاملة الأطفال وتربيتهم يقوم على الرحمة والحنان واللطف والعطف، فلذلك يجب على المربين وكافة أفراد المجتمع المسلم أن يتبعوا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهجه حتى ينعم مجتمعنا وأسرنا بالاستقرار والتوازن النفسي والفكري في التنشئة والإعداد والبناء للحاضر والمستقبل.
وللأسرة دور كبير في غرس بذور شخصية الطفل المستقلة حيث يرتبط نمو الطفل العقلى والوجدانى للطفل بالعوامل البيئية التي يولد فيها والتى تشمل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام.
الأسرة هي الوسيط الذي ينقل كل الخبرات المجتمعية والنفسية للطفل وأكدت الدراسات أن الطفل المسئول هو طفل ينشأ في اسرة مستقرة متآلفة مع بعضها.
أثبتت الدراسات أهمية تأثير الأسرة في تكوين شخصية الطفل بل ذهبت بعضها بالتأكيد على أن السنوات الأولى من 1-6 هي أهم السنوات خطرا فى حياة الطفل ونمو شخصيته
طرق غرس تحمل المسؤولية عند الاطفال
الإيجابية في التعامل مع الطفل:
وذلك عن طريق إغراقه بالكلمات الجميلة مثل: انا احبك، انت سبب سعادتى، وجودك فى حياتى يكفينى.
هذه الكلمات الجميلة تجعل الطفل يشعر بالسعادة والثقة والحب المتبادل مع من حوله.
إعطاء الطفل الشعور بأنه مقبول ومحبوب:
وذلك بتحمل اخطائه الغير مقصودة ومحاولة إرشاده للحل دون تعنيف أو عقاب غير متناسب مع حجم الخطأ
احترام فرديته وتجنّب التعدى عليه:
وذلك باختيار العقاب المناسب للخطأ وعدم الاهانة والضرب بتاتاً
تشجيع حب المعرفة لدى الطفل:
وذلك بتشجيعه على القراءة والاطلاع على المواقع المفيدة التي تساهم في تنمية معرفة الطفل وزيادة كم المعلومات لديه
إشعاره بالاستقلالية:
وعدم إكراهه على فعل الأشياء، ويساعد على هذا وجود غرفة مستقلة للطفل يتمتع الطفل باستقلالية فيها
زرع قيمة التعاون داخل الطفل:
وذلك بتعويده على مساعدة الغير سواء داخل المنزل او خارجه وذلك مثلا بتعويده على مشاركة الحلوى أو الألعاب مع أقرانه
زرع قيمة الرحمة بداخله:
وذلك باحساسه بمن حوله ورحمته بهم في حال مرضهم كسؤاله على زميله المريض أو حسن معاملة الحيوانات
إن الشعور بالمسؤولية هدفه عمل فالشخص الذي يشعر بالمسؤولية شخص ايجابى ولا يتم إنماء شعور المسؤولية إلا عن طريق الممارسة والإشعار الفعلي بالمسؤولية
.الابن البار بأبيه فى كبره كان طفلا متحملا للمسئولية لذا على الآباء تعويد أطفالهم على تحمل المسؤولية حتى يحملوا مسئولية والديهم فى الكبر.
وتعد التربية على تحمل المسؤولية دعامة من دعامات الاستقلال وتكوين شعب مستقل يستلزم افراد مستقلين غير اتكاليين أو طبيعيين.
والشخص المتحمل المسؤولية هو شخص يشعر بقيمته واحترامه لنفسه ويجب أن يكون تحمل المسؤولية بمقدار وبوقت معين حتى لا يحدث ضرر للشخص او الطفل.
هناك تصور خاطئ عن أن الشخص المسؤول، على أنه هو شخص عابس مغالى فى الجد والشخص الغير مسئول هو شخص مرح محب للهو ولكن الأبحاث اثبتت أن الشخص السعيد المتكيف تكيفا كاملا هو من يحس بالمسؤولية احساسا متزنا اما الغير مسئول فهو فى الغالب لا يثق بنفسه أو باحد ولا ينعم بالارتياح العام
ويلزم أن يهتم الآباء بتنمية المسؤولية عند الاطفال حتى يصبحوا رجالا مسئولين
الطفل لا يولد عارفا بالمسؤولية ولكن ينبغى أن يتعلمها كما يتعلم الاكل والمشي والكلام .إن عملية تحمل المسؤولية تبدأ فى وقت مبكر مع مولد الطفل وتستمر حتى فترة المراهقة ويلعب الحب والتفاهم الذى يسود الأسرة دور كبير في تنشئة الطفل على تحمل المسؤولية فالطفل يتعلم من ذويه البذل والعطاء والمشاركة مع الغير كالطفل الذى يشارك الحلوى مع أقرانه
الوقت المناسب لتعليم الأطفال تحمل المسؤولية
هناك اوقات اكثر مناسبة لتعلم الطفل تحمل المسؤولية عن غيرها وإن فاتت هذه الأوقات يكون تعلم تحمل المسؤولية أكثر صعوبة لدى غيرها.
والوقت المناسب لتعلم الطفل تحمل المسؤولية هو الوقت الذى يبدأ الطفل استعداده لعمل ما بنفسه ولا يوجد سن معين لبدء تعلم الطفل تحمل المسؤولية.
وعلى المربى استغلال الوقت الذى يظهر الطفل فيه استعداده للقيام بعمل ما ولا بد أن يلاقى الطفل التشجيع من والديه حتى يستمر فى هذا العمل كالتصفيق أو الاعجاب بما فعل ؛مثل أن تشجع الأم طفلها عندما يود أن يساعدها فى أعمال المنزل أو أن يبدأ فى إطعام نفسه بنفسه ولا تحبطه أو تمنعه من ذلك حتى لا تخسر فرصة كبيرة فى تعلم الطفل تحمل المسؤولية وهنا ينشأ الطفل الاتكالي الغير مسؤول
من خصائص الطفل الاتكالى هو اعتماده بالكلية على غيره سواء اعتماده على امه فى إطعامه وملبسه وحاله كله حتى يصبح شابا متكلا على غيره فى كل شئونه عاجز عن تحمل مسؤوليته كفرد أو تحمل مسؤولية أسرة فيما بعد .الطفل الاتكالى يحتاج ام لتخدمه 24 ساعة فى اليوم مما يؤدى إلى زيادة عصبية الأم وتوتر الجو العام فى الاسرة.
ويختلف تعبير الطفل عن قدرته على تحمل المسؤولية باختلاف المرحلة العمرية ؛ فطفل الثالثة يبدى استعداده بإطعام نفسه أو إلباس نفسه بينما طفل التاسعة يبدى استعداده للخروج منفردا دون اعتماده على الام او الاب بالذهاب إلى الأماكن القريبة كالذهاب الى الاقارب او النادى القريب من المنزل . بينما فى مرحلة المراهقة يطلب قيادة السيارة بنفسه.
الام والاب الذين ينمون هذا الشعور لدى الطفل تجد أن الطفل قادر على مواجهة المواقف الصعبة بينما عندما لا ينمى المربين هذا الشعور تجد الطفل خجولا ليس لديه حسن تصرف فى كثير من المواقف
في الختام
علينا أن نسدد ونقارب فى تربية الأبناء بحسب كل موقف فتارة نعتمد على التشجيع وتارة على العقاب المناسب الغير مبالغ فيه حتى نخرج طفلا غير اتكالى مسئول عن نفسه وعن غيره فيما بعد