كيفية التعامل مع الطفل كثير الحركة

التعامل مع الطفل كثير الحركة

قد يواجه الآباء والأمهات تحديات في التعامل مع الطفل كثير الحركة، ولكن من خلال الفهم والصبر والاستراتيجيات الملائمة، يمكن توفير بيئة داعمة تساعدهم على النمو والتطور بشكل صحي وسعيد.

تعتبر مرحلة الطفولة مرحلة حيوية في حياة الأطفال، حيث يتعلمون وينمون بوتيرة سريعة، لكن هنالك نوع من الأطفال يتميزون بنشاط كبيرة وطاقة عالية وهم الاطفال كثيري الحركة، وبالطبع هذه الحركة في الغالب تكون سمة شخصية أو نوع ذكائه، لذلك ليس من الصحيح أن نصنفه دائما كسلوك سلبي.

في هذا المقال، سوف نوضح طريقة التعامل مع الطفل كثير الحركة. ستساعدك هذه الطرق على توفير بيئة ملائمة وتقديم الدعم اللازم للطفل ليتمكن من التحكم في حركته .

أسباب كثرة الحركة عند الأطفال

الطفل الذكي كثير الحركة قد يتكون لديه هذا السلوب بسبب كثير من العوامل المختلفة.

فيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى كثرة الحركة عند الأطفال:

الطبيعة العامة للطفولة: يتميز الأطفال بمستوى عالٍ من النشاط الحركي بطبيعتهم. قد يكون لديهم طاقة زائدة يصعب على أجسامهم الصغيرة تحملها، مما يدفعهم إلى الحركة المستمرة.

تنمية الجهاز العصبي: خلال مرحلة الطفولة، يكون الجهاز العصبي للأطفال في مرحلة نشطة من التنمية. قد يكون لديهم صعوبة في التحكم في حركاتهم والجلوس في مكان واحد لفترة طويلة.

الاستجابة للمحفزات الخارجية: الأطفال يكونون حساسين للمحفزات المحيطة بهم، مثل الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة. يمكن أن تؤدي هذه المحفزات إلى زيادة النشاط الحركي كرد فعل للتحفيزات الخارجية.

الحاجة إلى التعبير عن العواطف: يمكن للأطفال الصغار أن يعبروا عن مشاعرهم وعواطفهم من خلال الحركة. قد يتحركون بشكل مفرط عندما يكونون سعداء أو متحمسين أو حتى عندما يشعرون بالاستياء أو الاضطراب.

اضطرابات التركيز وفرط الحركة: قد يكون لدى قليل من الأطفال اضطرابات التركيز وفرط الحركة مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى زيادة الحركة وصعوبة التركيز لديهم.

النشاط البدني غير الكافي: عندما لا يحصل الأطفال على ما يكفي من النشاط البدني والحركة خلال اليوم، قد تكون لديهم طاقة متبقية يحتاجون إلى إطلاقها. قد يكون لذلك تأثير على مستوى الحركة والنشاط العام لديهم.

متى تدل كثرة الحركة على اضطراب

كثرة الحركة لدى الأطفال ليست بالضرورة دليلًا على وجود اضطراب. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد تكون كثرة الحركة مؤشرًا على وجود اضطراب تنموي أو اضطراب في الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

هذه بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى أن كثرة الحركة قد تكون مرتبطة بمشكلة أكثر خطورة:

صعوبة التركيز والانتباه: الطفل يصعب عليه التركيز لفترات طويلة ويكون منفتحًا جدًا وينشغل بأشياء أخرى بسهولة، فقد يكون هذا علامة على وجود اضطراب في الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

صعوبة التنظيم والتحكم في الحركة: عندما يعاني من صعوبة في التحكم في حركاته ويميل إلى الحركة المفرطة والتشتت، فقد يشير ذلك إلى وجود اضطراب تنموي مثل اضطراب التواصل الاجتماعي أو اضطراب نمو الحركة.

التأثير سلبي على الحياة اليومية: في الحالات التي تكون فيها كثرة الحركة تؤثر سلبًا على الحياة اليومية للطفل، مثل صعوبة النوم، وعدم القدرة على الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة، وصعوبة التفاعل الاجتماعي، فقد يكون هذا دليلاً على وجود اضطراب يحتاج إلى اهتمام ومتابعة.

استمرارية الأعراض: إذا استمرت أعراض كثرة الحركة وتشتت الانتباه على مدى فترة طويلة جداً ولم تتلاشى بمرور الوقت، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود اضطراب يستدعي التقييم والتدخل المناسب.

من المهم أن ننوّه على أن هذه العلامات تعد مؤشرات بسيطة مبدئية فقط ولا تشكل تشخيصًا أبداً. يجب على الأهل أو المربين الذين يشتبهون في وجود اضطراب لدى الطفل أن يعملوا مع فريق من المختصين لتقييم الحالة وتوفير التوجيه والدعم المناسب.

قد تُفيدك قراءة: كيف يمكن معرفة شخصية الطفل وفهمها؟

كيفية علاج كثرة الحركة عند الأطفال

علاج اضطراب كثرة الحركة عند الأطفال غالبًا يشمل نهجًا متعدد الجوانب يجمع بين العلاجات السلوكية والعلاج الدوائي والدعم التعليمي.

من الأمور الهامة التي يمكن تنفيذها لمساعدة الطفل هي:

العلاج السلوكي والتعليمي: يتضمن توفير بيئة منظمة ومهيأة للتعلم وتعزيز السلوك الإيجابي وتقديم توجيه وتعليمات واضحة للطفل. يمكن استخدام تقنيات مثل تحديد الأهداف وتقديم المكافآت وتعليم استراتيجيات إدارة الوقت وتنظيم المهام.

الدعم التعليمي: قد يستفيد الطفل من دعم إضافي في المدرسة، مثل التعديلات في البرنامج الدراسي أو توفير مساعد تعليمي أو برنامج تعليم خاص. يهدف هذا الدعم إلى تلبية احتياجات الطفل وتعزيز تجربته التعليمية.

الدعم الأسري: يشمل توفير موارد التثقيف والتوجيه للآباء والأسرة بشأن إدارة اضطراب كثرة الحركة، وتقديم الدعم العاطفي والتفهم للطفل، وتعزيز استراتيجيات إدارة السلوك في المنزل.

يجب  أن نتذكر أن العلاج يختلف من حالة لأخرى، وقد يتطلب الأمر المزيد من التوجيه والتكيف لتلبية احتياجات الطفل المحددة. يوصى بالتعاون مع فريق الأطباء والمعالجين النفسيين وأخصائيين التربية الخاصة، لتحقيق أفضل النتائج وتقديم الدعم الشامل للطفل وأسرته.

التعامل مع الطفل كثير الحركة
التعامل مع الطفل كثير الحركة

كيفية التعامل مع الطفل كثير الحركة

هذه بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الطفل كثير الحركة:

توفير بيئة مناسبة: تنظيم البيئة المحيطة بالطفل لتكون هادئة وخالية من المحفزات الزائدة. إضافة إلى محاولة توفير مساحة آمنة للعب والتحرك حيث يمكن للطفل التفاعل بحرية دون قيود.

تحديد هدف واحد في وقت واحد: قد يكون من الصعب على الطفل القيام بمهام متعددة في نفس الوقت، لذا علينا تحديد مهمة واحدة فقط واعتماد الخطوات التسلسلية لإكمالها.

تقديم توجيه وتعليمات واضحة: استخدم لغة بسيطة وواضحة عند إعطاء التوجيهات للطفل. من الأفضل توضيح الخطوات اللازمة بشكل واضح وتأكد من فهمها قبل المتابعة.

جعل الأنشطة مشوقة: من الضروري توفير أنشطة تحفز اهتمام الطفل وتشغله بشكل إيجابي. استخدم الألعاب التعليمية والأنشطة الإبداعية التي تحفز الحركة والتركيز.

جدولة وتنظيم الوقت: تحدد جدول زمني للأنشطة اليومية الروتينية، يساعد ذلك الطفل على التعود على التوقيت والتحضير للانتقال بين الأنشطة.

استخدام تقنيات التهدئة: عندما يكون الطفل مفعمًا بالطاقة، يمكن استخدام تقنيات التهدئة مثل التنفس العميق والتركيز على نقاط هادئة في البيئة لمساعدته على الاسترخاء وتهدئة الحركة. وقد يكون الحل الأفضل توجيه نشاطه الحركي غلى الأنشطة الهادفة أو الرياضية الحركية مثلاً.

التواصل الإيجابي والتشجيع: تعزيز السلوك الإيجابي للطفل وتقديم المكافآت والتشجيع عندما يتصرف بشكل مناسب أو يتحقق من الأهداف المحددة. ذلك يساعد على تعديل السلوك عند الأطفال.

الهدوء والصبر: من الضروري الحفاظ على الهدوء والصبر في التعامل مع الطفل. فالطفل يستفيد من الثبات والهدوء من حوله، وردود الفعل الهادئة يمكن أن تساعده على تنظيم نفسه أفي بعض الأحيان.

قد تُفيدك قراءة: ما هو الفرق بين العقاب الايجابي والعقاب السلبي؟

في الختام

يجب أن تتذكر أن كل طفل فريد ولديه احتياجاته وصعوباته الخاصة. قد يكون التعامل مع الطفل كثير الحركة تحديًا بعض الشيء، ولكن من خلال التفهم والصبر وتقديم الدعم الملائم، يمكن أن يتم تحسين قدرته على التركيز والتحكم في حركته.

لا تتردد في طلب المساعدة من المهنيين المختصين إذا كنت تواجه صعوبة عالبة في التعامل مع الطفل كثير الحركة. قد يكون لديهم الخبرة والمعرفة لتقديم النصائح والاستراتيجيات الأكثر فعالية لمساعدتك في التعامل مع طفلك.

نتمنى أن يكون هذا المقال قد أعطاكم فكرة شاملة حول كيفية التعامل مع الطفل كثير الحركة.

معاً نحو #بناء_أجيال_المستقبل 🎯

المصدر: فلذاتنا

Scroll to Top