تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين أمر في غاية الأهمية، وعلى الرغم من أهميته إلا أنه حساس للغاية، خاصة أن مرحلة المراهقة هي مرحلة حرجة في حياة أي شخص، وعلى الوالدين أن يتعاملوا مع المراهق بدقة، وسنخبرك في مقال اليوم عن أبرز الأفكار والطرق التي تساعد في تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين.
أهمية تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين
المراهق الذي يثق بنفسه هو شخص يحترم ذاته ويقدرها، وبالتالي يثق بقدراته وكفاءاته، كما يملك المراهق الذي يثق بنفسه صفات الاطمئنان والتفاؤل والقدرة على التخطيط للمستقبل..
والثقة بالنفس عند المراهقين لها دور كبير في وضعه على الطريق السليم في الحياة وبالتالي الحصول على مستقبل أفضل.
وهناك أيضاً أمور إيجابية هامة تنعكس من الثقة بالنفس عند المراهقين ومنها:
- الروح الإيجابية التي يملكها المراهق في الحياة الاجتماعية واندفاعه للمشاركة في مختلف الأنشطة المجتمعية.
- تقليل الاضطرابات النفسية التي يمكن أن يعاني منها الشاب أو الشابة في مرحلة المراهقة.
- الإحساس بقيمة الذات، خاصة أن المراهق لا يشعر بأهميته ولا بقيمته، إلا أن الثقة بالنفس تمنحه هذا الشعور.
- تحسن الأداء الدراسي، حيث أن المراهق الذي يمتلك ثقة بنفسه يكون لديه رضا على دراسته وتفرغ ذهني لمتابعة تحصيله الدراسي.
- السعادة التي يشعر بها المراهق الواثق من نفسه لا توجد عند المراهق العادي الذي يشعر بالحزن وقد يدخل في الكآبة.
أسباب ضعف الثقة بالنفس عند المراهقين
من الضروري تحديد أسباب ضعف الثقة قبل أن نعرفكم على طرق ووسائل تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين ومن أبرز أسباب ضعف الشخصية:
- عدم الاستقرار الأسري، حيث يسبب الشجار الدائم بين الأبوين والخلافات العائلية المحتدمة ضعفاً في شخصية المراهق وتؤثر على سلوكه أيضاً.
- عندما يهمل الأبوين ابنهما المراهق ولا يراعي أحدهما المرحلة الحرجة التي يمر بها المراهق من تغييرات فهذا يفقد المراهق ثقته بنفسه ويجعله خجولاً.
- الانتقاد الدائم والحاد الموجه للمراهق يعتبر من أبرز الأسباب لضعف شخصية المراهق.
- تحميل المراهق أحلام الأبوين، بأن يكون في مهنة ما حدداها له أو تمنيا الحصول عليها ويفضلانها بغض النظر عن رغبة ابنهم المراهق.
- صعوبات التعلم أو الحصول على درجات قليلة في المدرسة، من شأن هذا الأمر أن يؤثر على شخصية المراهق بدرجة كبيرة وتهتز ثقته بنفسه.
- لأن المراهقين هم في أعمار صغيرة فيعتبرون أن أي إخفاق بسيط تعرضوا له هو بمثابة نهاية العالم، وتكرار التجارب الفاشلة سيؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس في حال لم يتم احتضان المراهق.
- حب الشباب أو التغيرات الفسيولوجية التي تظهر للشباب والشابات في مرحلة المراهقة، هذه الأمور تكون أبرز ما يهتم به المراهق ويشغل تفكيره في هذا السن، وهذه الحبوب من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على نفسية المراهق وثقته بنفسه، حتى أن الكثير منهم لا يتقبلون هذه التغيرات المصاحبة لمرحلة البلوغ وما يعني ضعف الثقة بالنفس.
تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين
طرق تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين
والآن.. سنخبرك بأهم وأبرز النصائح التي يمكنك أن تأخذها بعين الاعتبار وتبدأ بتطبيقها والتي ستساعدك في تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين من أبنائك ومنها:
الاحترام:
تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين تبدأ من احترام المراهق واحترام كينونته وتقديره، فابنك المراهق يستحق الاحترام مثل أي شخص بالغ تماماً.
لذلك عندما تتحدث مع ابنك المراهق تعامل معه بأهمية واحترم أحاديثه وخذ مخاوفه ومشاكل على محمل الجد.
إلا أنه لا داعي لمقاطعته أثناء حديثه لأنك تعرف ما سيقوله وكيف سيتابع كلامه، بل دعه يتحدث دون مقاطعة، هذا سيشعره بالاهتمام وبأنك تقدر آرائه وأفكاره.
تجنب النقد:
من أبرز النصائح التي نخبرك عنها حول تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين هي محاولة الابتعاد عن نقد المراهق، ففي حال كان لديه عادة معينة أو تصرف ما لا يعجبك فلا داعي لنقده ولومه.
كل ما عليك فعله في هذه الحالة هو أن تمد يدك له وتأخذوا الوقت المناسب والكافي للحديث ومعرفة أسباب تصرفه وتوضيح وجهة نظرك له.
لا تنسَ أن تمدح ابنك المراهق في حال قيامه بأمر جيد، فإنه المدح يساعد في تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين بشكل عام ويجعلهم مقبلين على القيام بأمور إيجابية أكثر.
الأنشطة خارج المدرسة:
تنمية الثقة بالنفس عند المراهقين تعني إشغالهم وتطوير مهاراتهم وتنميتها، وهذا يعني اكتشاف مواهبهم خارج الفصل الدراسي، وتنمية مهاراتهم من خلال الأنشطة الإضافية.
فعندما يتابع ابنك المراهق هواياته، ويشارك في أنشطة مجتمعية متنوعة يساعده في الشعور بالإنجاز والأهمية ويصبح قوي الشخصية، ليس هذا فحسب، بل إن الأنشطة الإضافية تساعده على اكتشاف ذاته وتشكل تخفيفاً من عبء الدراسة.
الأصدقاء:
غالباً ما تكون مشكلة الأهالي هي الأصدقاء، ظناً منهم أن أصدقاء أبنائهم سيجعلونه متكاسل بدراسته وغيرها من الأفكار الأخرى.
وقد يعمد بعض الأهالي إلى حرمان ابنهم المراهق من أصدقائه أو يعمدون إلى اختيار أصدقاء لهم قد لا يتفقون في الأفكار ولا تربطهم أمور مشتركة، وذلك ظناً منهم أنها من حقوق الأبوين على الأبناء.
هذا الأمر غير صحي وغير تربوي، في حال كنت تخاف على ابنك المراهق يمكنك أن توجهه التوجه السليم وتوضح له الأمور التي تشغل باله وتحصنه جيداً بالتربية السليمة ومن ثم سيكون قادراً على توجيه أصدقائه والتأثير بهم وليس العكس.
اكتشاف نقاط القوة:
لكل شخص على هذه الأرض لديه نقاط قوة يمكن أن ينميها ويستثمرها بما يستفيد منها، لذلك فإن تشجيع المراهق على هذه النقاط من شأنها أن تساهم في تنمية الثقة بالنفس لدى المراهق.
المقارنة:
قد تعتقد أنك إذا قمت بمدح صديق ابنك المراهق أو أحد أقاربكم فإنه سيتشجع ويصبح مثله، إلا أن المقارنة هي من مدمرات الشخصية، فابتعد عن مقارنته بأي شخص سواء كان أفضل منه أم لا، وأحبب ابنك المراهق كما هو ليحب نفسه ويقدر ذاته.
الاهتمام بأمورهم الصغيرة:
ربما لا تدرك أن الإيماءات أو الاهتمام بالأمور الصغيرة تعزز من ثقة المراهق بنفسه، ولذلك أعلم ابنك في مرحلة المراهقة أنك موجود إلى جانبه دائماً، وليكن في اعتبارك أن هذا الدعم لابنك أو ابنتك يعتبر حافزاً لهم ويعزز من ثقتهم بأنفسهم.
كن مخبأ أسرارهم:
يلجأ المراهقون عادة إلى الأصدقاء لمشاركة الأسرار والأمور الخاصة، لذا سيكون من الرائع جداً أن تكون أنت هذا الصديق.
احترم خصوصية ابنك المراهق وفي حال شاركك سراً من أسراره إياك أن تنشره أو تذكره به، وتأكد أنك في حال كنت ملجأ ابنك ومنزل أسراره فستبقى كذلك دائماً.
لكن في حال خيبت أمله وقمت بالسخرية حول أسراره أو الاستهزاء بها فهذا سيسبب ألماً عميقاً لديه وسيضع حاجزاً كبيراً بينكما.
في الختام
تغيرات عديدة يمر بها المراهقون منها نفسية ومنها جسدية ومن المهم احتواء هذه التغيرات التي قد تفقده ثقته بنفسه، واحتوي الأفكار والصراع الذي يدور بشكل دائم في رأس المراهق ما بين حبه لأسرته ورغبته في الاستقلال عنها والتي كانت أفكارك انت في ذات المرحلة.