كيف أقوي شخصية ابني المراهق؟

كيف أقوي شخصية ابني المراهق

كيف أقوي شخصية ابني المراهق؟ سؤال يردده الآباء والأمهات باستمرار مع بلوغ الأبناء لتلك المرحلة الحرجة من العمر التي تتسم بتقلبات عديدة في التصرفات والتفكير والمشاعر وغيرها من الأمور التي جعلت لها مكانة خاصة جدا في مختلف العلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل عام. بل والطبيعية كذلك. حيث يوجد فرع كامل في العلوم الطبية يعرف باسم طب المراهقين.

ولإدراكنا الكامل لمدى أهمية الإجابة على هذا السؤال على وجه التحديد، فقد قررنا كتابة هذا المقال الذي لا نوضح فيه فقط الرد على السؤال بالتفصيل. وإنما نربط تلك الإجابة بعدد من الأسانيد العلمية والسمات الخاصة بالمراهقين. بما يؤكد ما سوف نقوم بسرده من معلومات. ولنبدأ أولا بشرح مبسط عن مراحل المراهقة لكي يسهل فهم ما يلي ذلك من بنود المقال.

مراحل المراهقة

في البداية نود أن نوضح أن تحديد مراحل المراهقة أمر اختلف فيه علماء النفس بشكل كبير. ومن هنا فقد اخترنا إحدى هذه التصنيفات الشائعة التي تعمل على تقسيم المراهقة إلى مرحلتين. المرحلة الأولى، وتعرف باسم المراهقة المبكرة. وقد حددها عدد من العلماء بأنها تكون في الفترة ما بين سن الحادية عشرة عاما وحتى الخامسة عشرة عاما.

أما المرحلة الثانية فتعرف باسم المراهقة المتأخرة. وهي تمتد من بعد الخامسة عشرة عاما وحتى سن التاسعة عشرة عاما. وعلى الرغم من اختلاف المرحلتين من حيث العمر والسمات. إلا أنها تتشابه في نفس الوقت معا في العديد من الأمور. بما يجعل الكثير من الأشخاص غير قادر في كثير من الأحيان على التمييز بين المرحلتين.

السمات الشخصية المختلفة للمراهقين وكيفية التعامل معها

فلكي تقوم بتقوية شخصية فرد ما، عليك أولا أن تعرف سماتها. وهذا ما نصت عليه أغلب الكتب والمراجع الخاصة بعلم النفس والخدمة الاجتماعية. ومن هنا قررنا أن يحظى مقالنا بهذا البند، وكذلك غيره من البنود. بحيث يكون القراء الأعزاء ليسوا فقط على دراية كاملة بطبيعة شخصية المراهقين وسماتها. وإنما أيضا يدركون بشكل جيد كيف يتعاملون معها.

كيف أقوي شخصية ابني المراهق الاجتماعية؟

فلو نظرنا إلى سمات المراهق الاجتماعية، سوف نجدها ترتكز على صراع قوي للغاية داخل شخصية المراهق. هذا الصراع طرفه الأول هو رغبته في أن ينعم بتدليل والديه من ناحية كما كان طفلا.

بينما رغبة المراهق الأخرى فتتمثل في أن تكون له شخصيته المستقلة وأن يتصرف كالكبار. وذلك من حيث اختياره لملابسه على سبيل المثال وكذلك أسلوب حياته وأصدقائه وغيرها من الأمور التي لا يحب أن ينتقده فيها أي شخص، حتى والديه. فإذا نصحه والداه بضرورة الابتعاد عن أحد الأصدقاء، كونهما يريان أنه من أصدقاء السوء، فسوف يرفض ذلك بشدة.

وبالمناسبة مثل هذه السمات لا يمكن اعتبارها مشكلة لدى المراهقين. وإنما تكمن المشكلة في عدم التعامل الصحيح معها. بما يضعف شخصية المراهق الاجتماعية.

فأفضل ما يجب أن يقوم به الوالدان مع المراهق هو احتوائه بشكل جيد. وتفهم وجهة نظره بصورة واعية. وأن تكون نصائحهما له ليست في صورة الأوامر. فإنه إن استجاب لها بتلك الصورة سوف يؤثر هذا على شخصيته المستقلة بشكل سلبي. ولذلك يجب أن تكون النصائح في صورة نقاشية حوارية. بما يحسن من استجابة المراهق لها. وهو ما يجعل شخصيته أقوى بالتأكيد.

السمات العقلية للمراهق والشخصية السوية

وهي تلك السمات المتعلقة بالتفكير والتخيل والفهم والتذكر، وغيرها من الأنشطة العقلية. ويحظى المراهق بشكل عام بنسب مرتفعة من الذكاء والانتباه والملاحظة. فضلا عن قدراته العالية في هذا الوقت على التخيل.

وعليه فإن أردنا الإجابة عن سؤال: كيف أقوي شخصية ابني المراهق عبر سماته العقلية؟ فإننا لابد وأن نهتم بتنمية هذه السمات عبر الأنشطة التي تستخدمها كالكتابة والاستذكار وما نحوه.

وتذكروا أعزائي القراء أن إهمال تنمية هذه السمات عبر القراءة والعصف الذهني وغيرها من الأساليب والأدوات التي تساعد على ذلك سوف يؤدي بالمراهق إلى استغلال ما لديه من قدرات عقلية مرتفعة بشكل سيئ. وهو ما يؤدي إلى معاناته من العديد من المشكلات النفسية فيما بعد، كأحلام اليقظة مثلا والتنافر المعرفي وغيرها.

كيف أقوي شخصية ابني المراهق عبر الاستفادة من صفاته الجسمية؟

حيث إن الصفات الجسمية على عكس ما قد يظن الكثيرون أنها لا علاقة لها بشخصية المراهق، فهي تلعب دورا بارزا لا يمكن إغفاله في قوتها أو ضعفها. وذلك حسب طبيعتها.

ومن هنا من الضروري أن يضع الوالدان في اعتبارهما كيفية التعامل مع المراهق صاحب الصفات الجسمانية الضعيفة عبر العمل على تعزيز ثقته بنفسه من ناحية. ومن ناحية أخرى الاهتمام بحالته الجسمانية بشكل عام منعا لإصابته بأي أمراض، ولتقوية قدراته تلك. بما يجعله قادرا على القيام بمهامه ومسؤولياته وأنشطته. بل وكذلك يساعد على نموه نحو البلوغ بصحة.

طرق التعامل مع سمات المراهق السلوكية

من أهم سلوكيات المراهق بشكل عام: حبه للظهور. التمرد على كل ما هو قائم. الرغبة في القيادة. تقليد الكبار والبالغين. الاهتمام بمظهره بدرجة كبيرة. وغيرها من السلوكيات التي من الضروري الحفاظ على وجودها بدرجات معينة. وبهذا لن تتحول إلى سلوكيات غير مرغوبة. وهو ما يؤثر سلبا على شخصية المراهق.

كيف أقوي شخصية ابني المراهق
كيف أقوي شخصية ابني المراهق

كيف أقوي شخصية ابني المراهق النفسية؟

إذ أن شخصية المراهق النفسية تحمل دون شك عددا من المشاعر والانفعالات التي تؤثر على بنائه النفسي بالطبع. فهو كائن انفعالي بطبعه. شديد التأثر بما حوله من أحداث. دائم الثورة والتذمر. كما أنه كذلك حساس ومرهف المشاعر.

وبهذا نرى أنه من الضروري إن أردنا الإجابة على سؤال: كيف أقوي شخصية ابني المراهق النفسية؟ لكي يستفيد منها الآباء، فإن أول ما ننصح به في تلك الإجابة هو ضرورة احتواء المراهق عاطفيا. والعمل على عدم السخرية من مشاعره وأفكاره تحت أي ظرف.

الدراسة ودورها في تقوية شخصية المراهق

إن الدراسة تعد بلا جدال من أهم الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها المراهق في حياته. لذلك فهي تلعب دورا بارزا في تقوية شخصيته بشكل فعال. بل ولها أهمية عظيمة في سوائها من عدمه. لذلك فمن غير الممكن أن نجيب عن سؤال: كيف أقوي شخصية ابني المراهق؟ دون الحديث بالطبع عن هذا الدور وتلك الأهمية.

وعليه يمكن للآباء والأمهات الاستفادة من النشاط الدراسي بشكل ما أو بآخر في تقوية شخصية الابن المراهق. وذلك عبر امتداح إنجازاته خلال العمليات التعليمية المختلفة التي يمر بها في مراحل الدراسة. مع الاهتمام كذلك بتجنيبه اللوم والتوبيخ حال الفشل. بل ينبغي حينها العمل على بحث أسباب ذلك الفشل لعلاجها بشكل فعال.

خاتمة

كان هذا أهم ما يمكننا سرده حول الإجابة عن السؤال الذي طالما شغل عقول الكثيرين: كيف أقوي شخصية ابني المراهق؟ نتمنى أن يكون كافة ما كتبناه من محتوى قد أوضح الأمر على نحو جيد.

وعلى ذلك نرجو من كافة قرائنا الأعزاء أن يقوموا بمشاركة المقال عبر حساباتهم المتنوعة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وبهذا يطلع عليها ويستفيد منها أكبر عدد ممكن من الجمهور.

المصدر: فلذاتنا

Similar Posts