آثار المقارنة بين الاطفال، وطرق للتحفيز دون مقارنة

المقارنة بين الاطفال

تقوم المقارنة بين الاطفال عادةً عن طريق مقارنة سلوكياتهم، أو تحليل مختلف النتائج المتعلقة بتطورهم وتعلمهم في مختلف المجالات، مثل اللغة والحركة والذكاء والاجتماعية والعاطفية.

وغالباً ما يتم استخدام هذه المقارنة في سياق التعليم والتربية، حيث يتم قياس أداء الأطفال في المدرسة أو في الأنشطة الخارجية، وتقارن بين أداء الأطفال المختلفين لتحديد ما إذا كان هناك اختلافات وأساليب فعالة لتعزيز تعلمهم وتطويرهم.

أسباب المقارنة بين الاطفال

توجد عدة أسباب قد تدفع الآباء إلى مقارنة أطفالهم ببعضهم البعض، ومنها:

التحفيز: يمكن أن يستخدم الآباء المقارنة بين أطفالهم كوسيلة لتحفيزهم وتشجيعهم على التفوق في المجالات المختلفة، مثل الدراسة أو الرياضة.

توجيه الأطفال: يمكن أن يستخدم الآباء المقارنة بين أطفالهم لتوجيههم إلى مسارات حياتية معينة، مثل الاهتمام بمجالات معينة أو الانخراط في نشاطات معينة.

تقييم الأداء: يمكن أن يستخدم الآباء المقارنة بين أطفالهم لتقييم أداء كل طفل على حدة، ومعرفة المجالات التي يحتاج كل طفل إلى تحسينها.

الاستمتاع: يمكن أن يستخدم الآباء المقارنة بين أطفالهم بشكلٍ غير صحي، وذلك لأنهم يستمتعون بالمنافسة والمقارنة بين أطفالهم، ولكن يجب أن يكون ذلك بشكلٍ عادل وغير ضار على الأطفال.

 

آثار المقارنة بين الاطفال

زعزعة الثقة بالنفس وقدرات الذات:

عند الإظهار لطفلك بأنه لا يجيد شيئًا ما وأن هناك طفلًا آخر يفعل ذلك بشكل أفضل، يمكن أن يتضرر ثقته بنفسه ويشعر بالعجز عن مجاراة زملائه. وإذا استمر هذا التأثير، فقد يصبح الطفل مقتنعًا بأنه غير قادر على تحقيق نجاحات في هذا المجال، مما يجعل علاج هذه المشكلة صعبًا في المستقبل.

توليد الغيرة والحسد:

تؤدي المقارنة بين الأطفال إلى شعور الغيرة لدى الطفل المقارن، حيث يشعر بأن الطفل المقارن به يحظى بالمحبة والإعجاب أكثر منه. ومع مرور الوقت، يمكن أن يتحول هذا الشعور إلى حسد تجاه الطفل الآخر ويزداد الشعور بالكراهية، وقد يظل هذا التأثير مع الطفل خلال نموه حتى سن المراهقة ويمكن أن يتطور إلى سلوك عدواني في المستقبل.

تدمير علاقة الطفل بوالديه:

يمكن أن تؤدي المقارنة بين الأطفال إلى تدمير علاقتك بأبنائك وابتعادهم عنك، إذ يعتبر الطفل بطريقة بسيطة أن هدفك من هذه المقارنة هو إظهار نقاط ضعفه وعدم تحقيقه للمستوى المطلوب، وبالتالي فهو يتجنبك ويشعر بالنفور والغربة نحوك.

تدمير علاقة الإخوة:

يمكن للمقارنة بين الإخوان أن تؤدي إلى ظهور مشاعر سلبية بينهم مثل الغيرة والحسد والكراهية، ولكن أكثر تلك المقارنات خطورة هي تلك التي تحدث بين الإخوة، إذ يمكن أن تدمر علاقتهم وتخلق بينهم جواً مشحوناً بتلك المشاعر السلبية وتستمر تأثيراتها على علاقتهم حتى بعد مرور فترة زمنية، وقد تمتد هذه المقارنات لتشمل مقارنة بين العائلات وزوجات الأبناء وأطفالهم وغيرها، وتتسبب في تدمير العلاقات الأسرية.

العزلة عن المجتمع:

إذ تتسبب مشاعر الغيرة والحسد التي تنشأ بين الأطفال نتيجة المقارنة في إبعادهم عن محيطهم الاجتماعي والانطواء على النفس، وهذا قد يؤثر على قدرتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين، ويمكن أن يؤثر على نموهم العقلي والنفسي في المستقبل. يجب أن يتم تفادي المقارنة بين الأطفال وتشجيعهم على الاستمتاع بنشاطاتهم الفردية وتطوير مهاراتهم الخاصة دون الحاجة إلى المقارنة مع الآخرين.

قتل مواهب وطموحات الطفل:

يتميز كل طفل بموهبته ومهاراته الفريدة، ويجب على الوالدين فهم ذلك ودعم الموهبة التي يتميز بها الطفل حتى لو لم تتوافق مع رغباتهم، فالتركيز على مهارة معينة وتجاهل الموهبة الحقيقية للطفل قد يؤدي إلى تدمير شغف الطفل وحلمه، وقد يمنعه من تحقيق إمكاناته الحقيقية.

 

المقارنة بين الاطفال
المقارنة بين الاطفال

 

وسائل لتحفيز الطفل دون مقارنة

العلاقة القوية بين الطفل ووالديه تعد عاملًا أساسيًا في تحفيزه وتشجيعه على النجاح في جميع جوانب حياته. وفيما يلي بعض النقاط التي ينبغي على الوالدين التركيز عليها لتقديم الدعم اللازم لطفلهم:

منح الحب والعطاء:

من المهم فصل مشاعر الحب والدعم الذي تقدمه لطفلك عن أدائه في الأمور المختلفة. حتى لو ارتكب طفلك أخطاءً في القيام ببعض الأمور، يجب أن يشعر بأنك تحبه وتدعمه بلا شروط. هذا سيساعد في بناء ثقة طفلك بنفسه وتحفيزه للعمل على تحسين أدائه في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، يجب عليك أن تعرف قيمة التقدير والاحترام في تنمية الثقة والمعنوية لطفلك. يجب عليك أن تعطي طفلك التقدير والاحترام الذي يستحقه، وخاصةً أمام الآخرين، حيث يمكن أن يشعر بالفخر والاعتزاز بنفسه وبأدائه. وهذا يمكن أن يشجعه على تحسين أدائه في المستقبل ويساعد في بناء شخصيته وثقته بنفسه.

تحليل نقاط القوة والضعف:

يجب على الوالدين أن يدركوا أن الأطفال لا يولدون متساوين في القدرات والمواهب، ولذلك يتعين عليهم تحديد موهبة الطفل وتقديم الدعم اللازم لتنميتها.

 لا ينبغي للوالدين. فرض إرادتهم على الطفل فيما يتعلق بالتعليم، بل يجب أن يتم تعليمه في المجالات التي يشعر فيها بالراحة والاهتمام والقدرة على التفوق في الوقت نفسه. 

عندما يواجه الطفل نقاط ضعف، يتعين على الوالدين تقديم الدعم والصبر له، دون اللجوء إلى المقارنة مع الآخرين أو اللوم عليه. ومن خلال هذا الدعم، سيتمكن الطفل بالتأكيد من تحسين أدائه والتغلب على ضعفه.

تقييم إنجازات الطفل بواقعية: 

يهدف الوالدان إلى دعم طفلهما وتحفيزه، لكن الضغط عليه ليصبح من الأوائل في كل شيء يمكن أن يتسبب في زيادة الضغط وتقليل الثقة بنفسه. ينبغي على الوالدين تقييم إنجازات طفلهما بواقعية وتشجيعه بطريقة محفزة وتقدير جهوده لمزيد من التطور والنمو.

إعطاء الطفل بعض الاستقلالية:

يختلف طريق تفكير طفلك عنك وعن أطفال آخرين، لذلك ينبغي التعامل معه كفرد يجب الاستماع إلى ما يفكر ويريد وما يحب ويكره، والسماح له باتخاذ القرارات بنفسه، مع توجيه الوالدين فقط. هذا سيساعد في بناء علاقة ثقة واحترام بين الوالدين والطفل.

تجنُّب الوقوع بخطأ التباهي بالطفل:

يجب تفادي التعامل مع الطفل على أنه مصدر للفخر للوالدين في المجتمع، عن طريق تحديد أهداف غير واقعية يريدها الوالدان وفرضها عليه والضغط عليه لتحقيقها، ففي النهاية سيتسبب ذلك في خيبة الأمل للوالدين والطفل.

 

في الختام

يجب على الوالدين أن يدركوا أن الأطفال هم أفراد مستقلين وفريدون ولهم قدرات وشخصيات مختلفة، ولا يمكن مقارنتهم ببعضهم البعض. يجب أن يتم التعامل مع كل طفل على حدة، بحيث يتم تقييم إنجازاته وتحفيزه وتشجيعه بما يتناسب مع مستواه وقدراته الفردية. يتطلب ذلك الصبر والتفاعل الإيجابي والتقدير لجهود الطفل، مما سيساعد على بناء علاقة قوية وصحية بين الطفل والوالدين.

 

 

المصدر: فلذاتنا

Scroll to Top