السلوكيات

كيفية تعديل سلوك الطفل

كيفية تعديل سلوك الطفل؟ الأهالي غالباً ما يلجؤون إلى أساليب العنف والعقاب لضمان تعديل سلوك الطفل السلبي إلى إيجابي، لكننا في هذا المقال سنخبرك عن أفضل الطرق والأساليب التربوية التي يمكن من خلالها أن نجيب على تساؤل كيفية تعديل سلوك الطفل ليصبح أفضل.. تابع معنا.

لماذا تعديل سلوك الطفل أمر ضروري

يعد تعديل سلوك الأطفال جانباً مهماً لنموهم وتطورهم، فهو يعني تشكيل أفعالهم وردود أفعالهم وتفاعلاتهم ليصبحوا أفراداً مسؤولين ومحترمين، في حين يعد تعديل سلوك الطفل أمراً ضرورياً لعدة أسباب منها:

  • تنمية العادات إيجابية، حيث يساعد تعديل سلوك الطفل على تطوير عادات جيدة تخدمه وتساعده طوال حياته، وهذا يشمل العادات المتعلقة بالنظافة والدراسة والعلاقات الشخصية.
  • التكيف الاجتماعي بمعنى أن الطفل يحتاج إلى تعلم كيفية التصرف بشكل مناسب في المواقف الاجتماعية المختلفة، ويتضمن ذلك فهم الأعراف الاجتماعية وتعلم كيفية التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين.
  • تعديل السلوك يمكن أن يساعد الأطفال على تعلم كيفية إدارة مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة صحية، وهذا أمر بالغ الأهمية لصحتهم العقلية ورفاههم.
  • قد تكون بعض السلوكيات خطيرة جداً على الأطفال في حين يمكن أن يساعد تعليم الأطفال على تعديل مثل هذه السلوكيات في ضمان سلامتهم.
  • هناك العديد من السلوكيات، مثل القدرة على التركيز واتباع التعليمات والعمل بشكل جيد مع الآخرين، مهمة للنجاح الأكاديمي، يمكن أن يساعد تعديل سلوك الأطفال على تطوير هذه المهارات وبالتالي النجاح في المستقبل.
  • من خلال تعديل السلوك، يتعلم الأطفال التحكم في أنفسهم وتتخذ دوافعهم قرارات جيدة، وهذا الانضباط الذاتي مهم للنجاح في العديد من مجالات الحياة.
  • تعديل السلوك يعلم الأطفال احترام الآخرين، وهذا يشمل فهم أن أفعالهم تؤثر على الآخرين وتعلم تحمل المسؤولية عن سلوكهم.
  • عندما يتعلم الأطفال التحكم في سلوكهم واتخاذ خيارات جيدة، يمكن أن يعزز احترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم.
  • غالباً ما تنتقل السلوكيات التي يتعلمها الأطفال في سنواتهم الأولى إلى مرحلة المراهقة، حيث يساعد تعليم الأطفال السلوك المناسب على إعدادهم للتحديات والمسؤوليات التي سيواجهونها كبالغين.

كيفية تعديل سلوك الطفل

هناك العديد من الخطوات والطرق التي يمكن من خلالها أن نعدّل سلوك أطفالنا، وسنذكر لك أبرز هذه الخطوات:

تحديد السلوك:

حدد بوضوح السلوك الذي لدى الطفل والذي يحتاج إلى تعديل كالسلوك العدواني مثلاً، وانتبه في هذه المرحلة إلى أن تكون دقيقاً وواضحاً في وصف السلوك، وهذه أولى خطوات تعديل سلوك الطفل.

تحديد توقعات منطقية واضحة:

يحتاج الطفل إلى معرفة ما هو متوقع منه، حيث أن الأهداف الواضحة والمتسقة تشكل إطاراً يمكن للأطفال العمل من خلاله، لكن من الضروري أن تكون هذه القواعد مناسبة للعمر ومعقولة، ويجب شرح نتائج القيام بها ونتائج عدم القيام بها، تأكد من فهمهم لما هو متوقع منهم.

التعزيز الإيجابي:

تتضمن هذه الخطوة مكافأةوتشجيع السلوك الجيد لتشجيع تكراره، لا تبالغ في المكافأة حتى لا يتعلم طفلك انتظار المكافآت والقيام بالسلوك الجيد فقط من أجلها.. إنما المفتاح هنا من المكافآت هو جعل الطفل يفهم أن السلوك الجيد له نتائج إيجابية.

كيفية تعديل سلوك الطفل
كيفية تعديل سلوك الطفل

القدوة الوالدية:

يتعلم الأطفال الكثير من مراقبة البالغين من حولهم، وتحديداً الوالدين، لذلك فإنه من الأهمية أن يقوم الكبار بتطبيق السلوك الذي يريدون للأطفال أن يتخذوه ويطبقوه، وهذا لا يشمل العنف بالتأكيد بل من الضروري إظهار الاحترام واللطف والصبر والسمات الإيجابية الأخرى.

التواصل الفعال:

تعديل سلوك الطفل يعني بشكل مباشر التواصل المفتوح والصادق الذي يعتبر أمر حيوي في تعديل السلوك، فمن الضروري أن يشعر الأطفال بالراحة في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، ولهذا يجب أن يستمع الوالدين بنشاط وأن يستجيبوا بتعاطف، ويقدمون التوجيه والنصيحة عند الضرورة، فالاقتراب من الأبناء أمر يساهم في تعديل سلوكهم في التواصل نحو الأفضل بالتأكيد.

العقوبات الواقعية:

عندما تجد مختلف الأساليب التربوية توجه بتخفيف العقاب فمعنى ذلك العقوبة التي يتم بها استخدام العنف، سواء كان عنف جسدي أو لفظي، وهو أمر مرفوض تماماً، أي أن العقاب أيضًا لا يُستخدم دائماً ويجب أن يكون مناسباً ومنطقياً.

وبإمكانك تحديد عقوبات ثابتة للسلوك الغير المرغوب فيه، وعليك التأكد من أن العقوبة مناسبة ومرتبطة بالسلوك، فالاتساق هو المفتاح لمساعدة الطفل على فهم عواقب أفعالهم.

غرس السلوكيات البديلة:

بدلاً عن التركيز فقط على إيقاف السلوك غير المرغوب فيه، علم طفلك سلوكيات إيجابية بديلة وأكثر ملاءمة، ويمكنه الاستعاضة عن السلوك القديم غير المحبب بالسلوك الجديد.

كما أن ربط السلوك السلبي بسلوك إيجابي جديد من شأنه أن يساعد الطفل على تذكره بشكل مستمر، وهذا بالتأكيد يتطلب تقديم التوجيه والدعم في ممارسة وتعزيز هذه السلوكيات البديلة للوصول إلى إجابة تساؤل كيفية تعديل سلوك الطفل.

تجاهل السلوك الخطأ المقصود:

إن الطفل ذكي للغاية، والطفل الذي يمتلك ثقة بنفسه من شأنه أن يستخدم أساليب عديدة وسلوكيات غير مرغوب بها كوسيلة للفت الانتباه إليه أو تلبية ما يرغب وما يحتاج له.

وهنا يكون دورك في كشف هذا الأمر ومراقبة الأمور مع تجاهل تام للسلوك غير المرغوب به، وهذا سيؤدي حتماً إلى توقف الطفل عن تكرار السلوك الذي فشل في لفت الانتباه له.

كيفية تعديل سلوك الطفل
كيفية تعديل سلوك الطفل

استخدام الوسائل المرئية:

يمكن أن تساعد الوسائل المرئية، مثل الرسوم البيانية أو الجداول المرئية، أو حتى الرسوم المتحركة أو الكارتون والقصص الهادفة الورقية في تعزيز السلوكيات المرغوبة ومتابعة التقدم بها، فهي توفر تذكيراً مرئياً للطفل ويمكن أن تجعل العملية أكثر جاذبية، كما من شأنها أن توضح تفاصيل السلوك المرغوب بطريقة مبسطة، فضلاً عن أن الطفل يرغب لها ويتابعها ويقتدي بها.

مساعدة أخصائي:

في حال نفذ صبرك في تطبيق ما تعلمته من كيفية تعديل سلوك الطفل او في حال تسبب السلوك في مشاكل كبيرة، يمكنك التفكير في طلب المساعدة المهنية من معالج أو مستشار أو أخصائي سلوك يمكنه تقديم إرشادات ودعم إضافي، كما يمكنه إرشادك إلى وسائل وطرق للتعامل مع الطفل بهدف تغيير سلوكه إيجاباً.

كيفية تعديل سلوك الطفل بمواجهة التحديات

بالتأكيد إن عملية تعديل سلوك الطفل ليس بالأمر الهين، بل سيصادفك الكثير من العقبات والتحديات، ومن الضروري أن تكون صبوراً في التعامل مع الطفل وعدم الاستسلام من المراحل الأولى.

حيث أن تعديل سلوك الأطفال ليس عملية مباشرة أو أمر تطلبه من الطفل وينفذه، خاصة أن كل طفل هو فريد ومختلف عن غيره من الأطفال، فلكل منهم نقاط قوته وضعفه ومزاجه، وما يصلح مع أطفال الأصدقاء والأقارب قد لا يصلح لطفلك، أو حتى ما قدر يصلح لأحد أطفالك قد لا يصلح لطفلك الآخر.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتأثر سلوك الأطفال بعوامل خارجة عن سيطرة الوالدين ومقدمي الرعاية، مثل ضغط الأقران أو التأثيرات الإعلامية والكارتون التي يشاهدها الطفل، ومن هنا يجب التصرف بطريقة مناسبة بعيداً عن أي عقوبات قد تدمر شخصية الطفل.

علاوة على ذلك، من المهم أن نتذكر أن تعديل السلوك هو عملية تدريجية، تتطلب المثابرة والكثير من التفهم، قد تكون هناك انتكاسات على طول الطريق، ولكن لا ينبغي أن تمنع هذه النكسات الكبار المعنيين من مواصلة جهودهم.

في الختام:

كيفية تعديل سلوك الطفل يعتبر مسعى معقداً بعض الأحيان ومترابطاً ولكنه مجزٍ، لإنه يعتمد على فهم احتياجات الطفل، ووضع توقعات واضحة، وتقديم التعزيز الإيجابي، ونمذجة السلوك الجيد، والحفاظ على التواصل المفتوح.

في حين أنه قد تكون هناك تحديات على طول الطريق، فلابد أن نكون أشخاصاً حذرين ومرنين في التعامل مع الطفل، للوصول إلى النتائج المرغوبة بالكثير من الاحترام والحب وقوة شخصية أطفالنا.

المصدر: فلذاتنا

زر الذهاب إلى الأعلى