كيفية التعامل مع المراهق العنيد بطرق سليمة

كيفية التعامل مع المراهق العنيد

تعتبر مرحلة المراهقة فترة حيوية تمتاز بالتحولات الجسدية والنفسية للبنات والأولاد، حيث يبدأ الفرد في استكشاف هويته الشخصية وتحديد مكانه في المجتمع. ومن بين التحديات التي تتجلى خلال هذه المرحلة، يأتي الكذب مثلاً والعناد كأحد المشاكل الشائعة والبارزة في هذه المرحلة، لهذا نجد كثير من المربيين يبحثون عن كيفية التعامل مع المراهق العنيد.

في مقالنا اليوم سوف نتعرف على من هو المراهق العناد، وماهي أعراض وأسباب هذه المشكلة، وكيفية التعامل مع المراهق العنيد.

من هو المراهق العنيد

المراهق العنيد هو تعبير يُستخدم لوصف الشخص في مرحلة المراهقة الذي يتصف بالعناد. هذه المرحلة هي فترة تطويرية يمر بها الأفراد بين سن الثانية عشرة والثامنة عشرة تقريباً، حيث يبدؤون في خوض التغيرات النفسية والجسدية. يمكن أن يتسبب ذلك في تقلبات مزاجية ورفض للسلطة والقواعد المفروضة عليهم.

المراهق العنيد قد يمتنع عن الالتزام بالتوجيهات أو النصائح، ويميل لتجربة حدوده واختبار قواعد المجتمع والأهل. يمكن أن يكون ذلك جزءًا من عملية بناء هويتهم الشخصية والبحث عن مكانهم في العالم. ومع ذلك، يمكن أن يسبب هذا العناد بعض التحديات في التواصل والتفاهم بين المراهق والكبار في حياته.

من المهم للكبار أن يتحلوا بالصبر والحذر في التعامل مع المراهق العنيد، وأن يحاولوا تفهم المرحلة التي يمرّون بها وتقديم الدعم والتوجيه بدلاً من فرض السيطرة بصورة قوية.

أعراض العناد عند المراهقين

في بعض الأحيان تظهر أعراض العناد بشكل ملحوظ خلال فترة المراهقة، وتشمل ما يلي:

المعارضة والمقاومة: المراهق قد يميل إلى المعارضة والمقاومة للقواعد والسلطة والتوجيهات المفروضة عليه، وقد يرفض الامتثال بصورة منفعلة ويعارض بشكل متعمد.

التجاهل المستمر للتعليمات: قد يتجاهل النصائح والإرشادات المقدمة له من قبل الكبار أو الأهل. يمكن أن يظهر هذا السلوك من خلال عدم الاستجابة للتوجيهات أو تجاهلها بشكل متعمد.

التمرد: قد يظهر الشاب العنيد المتمرد سلوكًا غير طبيعي يتضمن الانخراط في أنشطة تخالف القواعد أو التصرف بطرق معارضة للمجتمع أو الأهل.

تحدي السلطة: يمكن للمراهق أن يتحدى السلطة والقواعد من خلال تقديم وجهات نظر مختلفة والاستماع إلى آراءه الشخصية.

الانعزال: في بعض الأحيان، قد يلجأ المراهق المتمرد والعنيد إلى الانعزال عن الآخرين كوسيلة للتعبير عن عدم الرضا أو إظهار التميز عن الغير.

التقليل من أهمية الآخرين: قد يتجاهل المراهق آراء واحتياجات الكبار أو يقلل من أهمية ما يقدمونه، ويتظاهر بعدم الحاجة إلى مساعدتهم.

المشاحنة: يمكن أن ينشأ توتر ومشاحنات بين المراهق العنيد ووالديه أو بينه وبين أقرانه بسبب سلوكه المعارض.

الثبات في الرأي: قد يتمسك المراهق المتمرد بآرائه وقناعاته بشدة، حتى إذا كانت تتعارض مع وجهات نظر الكبار.

من المهم أن يتعامل الكبار مع هذه الأعراض بحساسية وصبر، وأن يسعوا إلى فهم تجربة المراهق وتقديم الدعم والتوجيه بطرق تعزز التواصل الفعّال والفهم المتبادل من أجل اكتساب القدرة على التعامل مع المراهق المتمرد.

أسباب العناد عند المراهقين

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ظهور العناد عند المراهقين، وتشمل ما يلي:

البحث عن الهوية: خلال مرحلة المراهقة، يسعى الأفراد لاكتشاف هويتهم الشخصية ومكانهم في المجتمع. العناد قد يكون وسيلة للمراهقين لإظهار استقلاليتهم وتميزهم عن الآخرين، إضافة إلى إظهار الثقة بالنفس.

التغيرات الهرمونية: التغيرات الجسدية والهرمونية الكبيرة التي يمر بها المراهقون قد تؤدي إلى تقلبات مزاجية وسلوك عنيد، لهذا فالهرمونات لها تأثير كبير على نمط التفكير والسلوك.

الضغوط الاجتماعية: المراهقون قد يواجهون ضغوطًا اجتماعية من أقرانهم من مجموعات معينة أو من أجل إتباع أنماط معينة. العناد قد يكون ردًا على هذه الضغوط، حيث يرغب المراهق في التميز عن الآخرين.

إظهار الاستقلالية: المراهقون يتطلعون إلى زيادة درجات استقلاليتهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات الخاصة بهم. قد يعبر العناد عن محاولة المراهق للتحكم في مجالات حياته واتخاذ قراراته الخاصة.

التعبير عن الغضب أو الاستياء: في بعض الأحيان، يستخدم المراهقون العناد كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم السلبية مثل الغضب أو الاستياء من الوضع الذي يعيشونه، في محاولة لتغييره.

تجربة الحدود: المراهقون يختبرون حدود القواعد والقيود في محيطهم. العناد يمكن أن يكون جزءًا من هذه العملية لفحص مدى تحمل الكبار لهذه التجارب، وماهي أبعد الخطوط التي يسمح لهم بتخطيها.

التأثيرات العصبية والتطور الدماغي: يشهد الدماغ تغيرات هامة أثناء مرحلة المراهقة، وهذا قد يؤثر على قرارات المراهقين وسلوكهم، لهذا فيمكن أن يكون العناد نتيجة جانبية لهذه التغيرات العصبية في الدماغ

فمن أجل فهم ومعرفة كيفية التعامل مع المراهق المتمرد، يجب تقديم الدعم العاطفي والتوجيه، وتعزيز التواصل الفعّال وبناء الثقة بين الكبار والمراهقين، فغالبًا ماتكون هذه الطرق فعالة في علاج تمرد المراهقين.

كيفية التعامل مع المراهق العنيد
كيفية التعامل مع المراهق العنيد

كيفية التعامل مع المراهق العنيد

من أجل معرفة كيف نتعامل مع المراهق المتمرد يجب التعرّف على النصائح التالية:

الاستماع بعناية: استمع إلى ما يقوله المراهق بفهم واهتمام، حتى وإن كانت وجهات نظره مختلفة عنك. فالإنصات له يُشعره بأن له قيمة وهناك من يحترمه ويُقدره.

تواصل معه: استخدم أسلوب تواصل مفتوح وصريح. حاول تجنب الانتقادات العنيفة أو الهجومية إضافة إلى تجنب العقاب الإيجابي واستعمال العقاب السلبي، كما يمكنك استخدم كلمات تشجع على الحوار وتعطيه الثقة بالنفس.

قد تُفيدك قراءة: ما هو الفرق بين العقاب الإيجابي والعقاب السلبي؟

ضع حدود في التعامل معه: على الرغم من أهمية تقديم المرونة ومنح الاستقلالية، إلا أنه يجب وضع حدود واضحة بما يتعلق بالسلوك غير المقبول. اشرح الأسباب وراء هذه الحدود بشكل لبق.

وضح له الخيارات الموجودة عنده: اسمح للمراهق بالمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياته. عندما يشعر بأنه لديه دور في اتخاذ القرارات، قد يكون أكثر تعاونًا، ويشعر بقيمة نفسه أكثر.

ابحث عن التفاهم المشترك: حاول فهم وجهات نظر المراهق وما يشعر به. قد يساعد ذلك على إيجاد نقاط تفاهم وتقديم حلاً.

تعزيز الإيجابية: قم بتعزيز السلوك الإيجابي وتقديم المكافآت عندما ينجز المراهق أمور جيدة، وحثّه لتحقيق بعض الإنجازات ومدحه والثناء عليه.

حافظ على الهدوء: في حالات التوتر أو النقاش الحاد، حاول البقاء هادئًا وعقلانيًا. الاحتفاظ بالهدوء يساهم في منع تصاعد الصراع.

قدم له الدعم اللازم: عندما يشعر المراهق بأنك تدعمه وتفهمه، فإن ذلك يزيد من احتمال التعاون والتفاهم.

قدر إنجازاته: قدم للمراهق التقدير والإشادة عندما يحقق المراهق إنجازات صغيرة أو يتحسن في سلوكه.

حدد الوقت المناسب: اختر وقتًا مناسبًا للنقاشات الهامة، وتجنب التحدث مع المراهق عندما يكون في حالة عصبية أو غاضبة.

فمن أجل اتباع هذه النصائح في كيفية التعامل مع المراهق العنيد يجب أن نتذكر أن المراهقين يمرون بمرحلة تطورية حساسة، وقد يحتاجون إلى الدعم والتوجيه لتجاوز هذه المرحلة بنجاح، أكثر من العقاب أو السخرية.

في الختام

يمثل التعامل مع المراهق العنيد تحديًا يحتاج إلى صبر وحساسية من الكبار. فهذه المرحلة الانتقالية تشهد تغيرات كبيرة في الجسد والعقل، والعناد قد يكون وسيلة للمراهق للتعبير عن ذاته واحتياجاته.

فمن الضروري فهم دوافعه ومحاولة إقناعه بالتعاون والتفاهم. وبناء جسور الثقة والحوار يسهم في تخطي التحديات وبناء علاقات قائمة على الاحترام والتواصل الفعّال، ليساعد المراهقين على تجاوز مرحلتهم العنيدة والنمو نحو النضوج بأمان وثقة.

المصدر : فلذاتنا

Similar Posts