كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال ؟ سؤال يراود الكثير من الأهالي، لا سيما الوالدين الجديدين، وإن كان هذا الموضوع يشغل بالك كثيراً فلا داعي للقلق، لأننا سنخبرك في هذا المقال عن خطوات بسيطة وأساسية إلا أنها من أفضل النصائح التي من شأنها مساعدتك ومساعدة طفلك تجعله قويّ الشخصية.. تابع معنا.
أسباب ضعف شخصية الطفل
قبل أن نطرح طرق تقوية شخصية الأطفال، سنوضح لك مجموعة من الأسباب التي أدّت إلى ضعف شخصية الطفل، وهي الأسباب الأكثر شيوعاً، والتي يمكن للوالدين أن يعيدوا النظر بطرق تعاملهم مع أطفالهم فيها، ومن ضمن هذه الأسباب نذكر لكم:
- تعرض الطفل للعنف والضرب والعقوبات الجسدية من قبل الأهل.
- كون الطفل عرضة لأي عنف لفظي من الدائرة المقربة منه والمحيطة به، بما يعني لوم الطفل على بعض الأفعال وانتقاده والصراخ عليه خاصة أمام الغرباء.
- مشاكل الأسرة وخلافات الوالدين المستمرة تنعكس بشكل مباشر وغير مباشر على الطفل وتؤثر به على المدى البعيد.
- الخوف المفرط على الطفل وتدخلهم في كل الأمور التي تخصه.
- الإفراط في تدليل الطفل، ومنحه كل ما يطلبه وشراء كل ما يريده وإن كان يتبع أساليباً متعددة في ذلك.
- خوف الطفل من أسرته، فعندما يشعر الطفل بالخوف من والديه فسيكون متردداً في التعبير عن رأيه أو حتى مشاعره.
- منع الطفل من الاندماج بمحيطه والأطفال الآخرين في عمره.
- التوقعات الكبيرة التي يضعها الأهل على عاتق الطفل والتي تكون غير واقعية وتشكل عبئاً عليه فتثير لديه الخوف وبالتالي ضعف الثقة بالنفس.
- عدم انتباه الوالدين لمواهب الطفل وتجاهل الأسرة لها مما يجعل الطفل بانعدام قيمته.
- التمييز بين الأطفال، كأن يتم منح الهدايا والمدح لطفل دوناً عن أخيه، ما يجعل الأخير يشعر بأنه مخطئ دائماً.
كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال
هناك عدد من الأمور التي يمكنك كوالد أو والدة للطفل الالتزام بها منذ الصغر في معاملة الطفل والتي ستساعدك في تقوية الشخصية لدى الطفل وتزيد من ثقته بنفسه بدرجة كبيرة جداً وإليك أبرزها:
منح الطفل خيارات متعددة:
كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال تبدأ منذ الطفولة وتحديداً من جعلهم شركاء في القرار، فلا داعي لأن تخبر الطفل أنه عليك تناول البيض على الإفطار اليوم، ولكن يمكنك بدلاً عن ذلك أن تضع أمامه عدة خيارات وجعله يختار، كأن تقول له هل تفضل الجبنة أم البيض على الإفطار اليوم؟، هل تحب ارتداء القميص الأحمر أم الأزرق اليوم؟.
وبهذه الطريقة يدرك الطفل شيئاً فشيئاً أنه في هذه الحياة أمام خيارات عديدة وهذا ما سيوسع مداركه ويفتح أمام ذهنه الكثير من البدائل لتكون حلولاً له في المستقبل.
لندع الطفل يهتم بنفسه:
أعلم جيداً أنك مهتم بالطفل وبنظافته وبكل ما يخصه، لكن لا يوجد داعي للقيام بغسل أسنانه أو حتى ارتداء ملابسه، دع الطفل يأخذ زمام المبادرة ويفعل ذلك بنفسه.
قد تلاحظ أن الطفل سيأخذ وقتاً طويلاً في المرة الأولى وقد يتكاسل في المرة الثانية، لكن لا بأس فتركه يعتمد على نفسه في هذا الأمر وبعض الأمور الأخرى هو إجابة رئيسية لسؤال كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال، خاصة أنه يمكنه تولي هذه المهمة بنفسه وهي ستقوي شخصيته وتكسبه مهارات جديدة.
الخطأ وارد:
انت لست كامل، وابنك كذلك لن يكون كاملاً، فالكمال هو لله سبحانه وتعالى فقط، لكن جميع المخلوقات على سطح هذا الكوكب تسعى للكمال دون أي شك، ولهذا لا تغضب وتحبط طفلك في حال أخطأ بأمر ما.
كل ما عليك فعله في حال أخطأ طفلك هو أن تجعله يشرح لك ما حدث ومن ثم تشرح له بلطف ومحبة أين أخطأ وتشجعه على تصحيح خطأه، ومن الضروري في هذه المرحلة أن تخبره أن جميع البشر يخطئون حتى أنتم، فالبيئة المثالية وجعل الطفل يبدو وكأنه مثالي هو أمر خطر للغاية على الطفل ويدمر شخصية الطفل.
المبالغة في المدح خطأ:
كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال لا تعني أنه علينا مجاراة الطفل ومدحه على كل الأمور والإنجازات البسيطة التي يقوم بها، بل إن طفلك ذكي جداً لدرجة تجعله يدرك أن هذا التشجيع والمدح هو محقّ وذلك المدح هو غير صحيح أو لا يستحقه.
مدح إنجازات وأفعال الطفل الصحيحة هو الأمر التربوي والأسلم، ولا داعي للمبالغة في المدح، فكثرة المدح من شأنه أن يجعل الطفل متكلاً على المح ومنتظراً له، فيعتمد في حياته على مدح الآخرين له، وقد يصاب بالإحباط أو ضعف الشخصية في حال لم يتلقَ المديح الذي ينتظره.
تجنب المقارنة:
من أهم الإجابات على تساؤل كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال هي الابتعاد عن المقارنة، لا سيما المقارنة مع أصدقائه في المدرسة أو مع أقاربه من أولاد أعمامه أو أولاد أخواله.
ولعلك لا تدرك كيف تكون هذه المقارنة بالنسبة للطفل، فهي مؤلمة جداً بالنسبة له، بل إنها تدمر ثقة الطفل بنفسه بدلاً عن ذلك سيكون عليك أن تشجع الطفل وترى إنجازاته أنها خاصة وفريدة، وتذكر.. لا داعي للمبالغة.
تجنب السخرية:
ستكون بأشد الحاجة للإجابة عن سؤال كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال في حال كنت ممن يسخر من أطفاله، وإن كانت على سبيل المزاح، ففي حال كنت تنادي الطفل بألقاب معينة خاصة أمام الغرباء عنه سواء أصدقاء أو أقارب فاسمح لي أن أقول لك أنك تدمر شخصية طفلك.
ومن أبرز مساوئ السخرية غير تدمير الثقة بالنفس فإنها تغير نظرة الطفل لنفسه بعينيك، أي أن الطفل يرى نفسه بعينيك فأنت انعكاس عن صورته لنفسه وتصرفاته، ففي حال كنت أنت تسخر منه فسيكون طفلك أكثر عرضة للتنمر عندما يختلط بالآخرين دون قدرته على الدفاع عن نفسه بسبب ضعف الشخصية.
تخصيص وقت للأطفال:
الحياة العملية والعائلية صعبة أدرك ذلك جيداً، لكن هذا لا يمنع أبداً تخصيص بعض الوقت لقضائه مع الطفل، وفي حال كان لديك أكثر من طفل فخصص وقتاً لكل واحد منهما، فكل طفل له كينونة خاصة به، وعليه أن يدرك دور الأسرة ودوره كفرد في هذه الأسرة.
الوقت الذي نطلب منك تخصيصه لأطفالك ليس شرطاً أن يكون يوماً بل يكفي تخصيص عشر دقائق يومياً، يمكنكم في هذا الوقت الحديث عن أمر يشغل بال الطفل، أو ممارسة نشاط معين أو اللعب ببعض الألعاب التي يحبها الطفل، أو حتى يمكنكم إلقاء بعض النكات وقضاء وقت مسلي ومرح.. صدقني الطفل لن ينسى هذه اللحظات أبداً وستؤثر به أشد تأثير.
في الختام
كل أسرة ترغب في تقوية شخصية أطفالها، وجعلها شخصية سليمة وآمنة ومندمجة مع المجتمع، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بعض الأمور التي تكون وراثية وهناك بعض الأمور التربوية والتي تتعزز بالتربية السليمة، وبهذا نكون قد أجبناكم عن تساؤل كيفية تقوية الشخصية لدى الاطفال.
المصدر: فلداتنا