سنتحدث في هذا المقال عن مشاكل البنات في سن المراهقة والحلول المناسبة لها، فإن التعامل مع مشاكل البنات يحتاج للكثير من الوقت والجهد والتفهم من قِبَل الأب والأم، لأن البنات في سن المراهقة تزداد حساسيتهم وعاطفتهم تجاه كل شيء.
ويجب على الأب والأم معرفة كيفية التعامل معهم ومع مشاكلهم في هذا السن، لذا أكتب هذا المقال لكل أب وأم هم بحاجة لزيادة الوعي نحو هذه المرحلة:
التعامل مع الفتيات في مرحلة المراهقة:
قال رسول الله ﷺ:《مـن كـانـت لـه ثـلاث بـنـات فـصـبـر عـلـيـهـن وسـقـاهـن وكـسـاهـن كـن لـه حـجـابـا مـن الـنـار》.
وجود البنت في العائلة مهم جداً بقدر وجود الولد، فهي اليد اليمنى لوالدتها حينما تكبر، هي السند لكل أفراد العائلة، وهي البهجة بداخل المنزل.
في الجاهلية كان من يرزق بالبنت يظل وجهه مسوداً، ويبحث عن مكان يدسها فيه، ولكن حينما أتى الإسلام أتى معه الوعي بأهمية البنت، والفضل العظيم لتربية البنت كما في الحديث السابق.
فإن تربية البنت ليس بالشيء السهل، يحتاج الكثير من الرعاية والتفهم وكرم الله من ينجح في تربيتهن، بأن يكن له حجاباَ من النار.
مراحل المراهقة لدى البنات:
- مراهقة مبكرة: من عمر 11-14 سنة.
- المراهقة المتوسطة: من عمر 15-17 سنة.
- المراهقة المتأخرة: من عمر 18-21 سنة.
وقد تختلف بعض الأحيان من فتاة لفتاة أخرى، والله اعلم بذلك.
مشاكل البنات في سن المراهقة والحلول المناسبة لها:
هنالك الكثير من المعوقات التي تواجه الأهل أثناء تربيتهن للبنات، في الحقيقة الأمر ليس صعباً، فقط بحاجة للصبر والمعرفة اللازمة.
لذلك أنصح الآباء والأمهات دوماً بالقراءة والتعرف على الأساليب المختلفة التي تساعدهم على تربية بناتهم، بشكل مثالي بحيث لا يكون هناك مَحِل للمشاكل والمعوقات بداخل العائلة.
١. الحساسية الزائدة:
إن من أكبر المشاكل التي تعارض الأهل أثناء تربيتهم لبناتهم، ألا وهي الحساسية، فالبنات في سن المراهقة.
أكثر حساسية بكثير من الأولاد، وذلك بالطبع بسبب الهرمونات والتغيرات التي تحدث للفتاة في فترة المراهقة.
الحل:
هو الصبر عليهن وعدم القسوة، بالإضافة إلى إظهار الحب والحنان لهن.
٢. الرغبة في الاستقلال:
فعندما تبلغ الفتاة وتبدأ في فترة المراهقة، تشعر بأنها في حاجة للاستقلال واتخاذ القرارات بفردها، وتحمل مسؤولية نفسها.
إنها لا تعد مشكلة كبيرة ولكن في بعض الأحيان، قد تتخذ الفتاة قرارات خاطئة لقلة خبرتها، فيحاول الأهل تصحيح هذا الأمر وتوجيهها للطريق الصحيح، ولكنها تصر على قرارها بحجة أنها قد كبرت.
الحل:
يجب على الأهل التحاور مع الفتاة في قرارها وإظهار وجهات النظر بهدوء، وتحديد سلبيات وايجابيات القرار التي اتخذته.
٣. البحث عن الحب:
الفتاة في هذه المرحلة بحاجة إلى قدر كبير من الحب، فعندما تفتقر للحب من أحد والديها، قد تلجأ لتسول الحب من الآخرين.
وخصوصاً في ظل انتشار التكنولوجيا ومخاطرها في أنحاء العالم، فأصبح من السهل التحدث مع جميع الأشخاص وفي كل الأوقات.
الحل:
والحل ليس بالمراقبة أو منع الفتاة من استخدام الهاتف، بل منحها الحب الكافي بحيث لا تحتاج لتسول الحب من أحدهم والوقوع في ما لا يرضي الله.
بالإضافة إلى غرس الثقة بداخلها، وتربيتها على أساس قوي في الدين الإسلامي، بحيث يكون الأهل واثقين بها ومما تفعله.
٤. عدم الاقتناع بلبس الحجاب الشرعي:
تعود تلك المشكلة إلى أساس التربية الإيمانية التي نمت عليها الفتاة، فإن الصراخ والإجبار والأمر بلبس الحجاب ليس حلاً أمثل.
فكثير من الفتيات اللاتي يجبرهن أولياء أمورهم بلبس الحجاب كرهاً وليس حباً، أو بالإجبار، فتقوم الفتاة بلبسه بجانب والديها فقط، وحينما يبتعدون عنها تبدأ في خلعه.
الحل:
لابد من التعامل مع الأمر بحكمة واقناعها باللين والحب، واخبارها أن الحجاب هو حفظ لجمالها، ولكي لا يتعرض لها أحدا أو يمسها شر.
٥. الاهتمام بالشكل الخارجي بشكل زائد:
من طبيعة الفتاة أنها تحب التزين والتجمل ولكن أحياناً، قد تصبح تلك الميزة مشكلة تسبب قلقاً للوالدين، فتعرض الفتاة لمقارنات مع قريناتها في مظهرها الخارجي، هو إحدى مسببات تلك المشكلة.
الحل:
ينصح الآباء والأمهات بمدح بناتهم بشكل ليس مبالغ فيه، لأن الفتاة بحاجة لإخبارها بأنها جميلة.
كما أن إدخال ثقافة الجمال الداخلي إلى عقلها هو كفيل بطرد تلك المشكلة، فالجمال الداخي هو الجمال الباقي، وهو الجمال المهم، وما دون ذلك مجرد مظاهر.
دور الأب والأم في التعامل مع مشاكل الفتاة:
إن للأب والأم دور كبير في رعاية ابنتهم وتربيتها وبالأخص في مرحلة المراهقة التي تتميز بالحساسية المفرطة، والتأثر بكل الأحداث والأشخاص من حولها.
دور الأم في التعامل مع ابنتها المراهقة:
الأم في الأغلب هي الأقرب للفتاة من أبيها وبالأخص في فترة المراهقة لما تتميز به تلك الفترة من حاجة الفتاة للخصوصية.
- الاهتمام بمشاعرها وحساسيتها الزائدة.
- توعيتها نحو هذه الفترة والجلوس والحوار معها نحو كل الأمور التي تواجه الفتيات في هذه المرحلة.
- إشعارها بالمسؤولية تجاه نفسها.
- تعليمها المساعدة في أمور المنزل بحيث ينفعها ذلك عند كبرها وذهابها إلى بيت زوجها.
- فهم تفكيرها عن الرجال، وتوضيح المفاهيم الخاطئة في عقلها.
- تحديثها عن أهمية الحجاب وفوائده.
- من المهم اخبار الفتاة عن أهمية الدراسة والتعلم، فنحن الآن في زمن أصبح تعلم الفتاة ودراستها لا يقل أهمية عن تعلم الولد.
- لابد من غرز الشغف والرغبة في التعلم في الفتيات، وتعريفهم على أهمية بناء الأحلام والسعي لتحقيقها.
- الإنصات للفتاة وعدم تجاهلها، لأن ذلك يصنع أثراً كبيراً في مقدار ثقتها بنفسها.
دور الأب في تربية ابنته المراهقة:
بعض الآباء يتنحون جانباً عند وصول ابنتهم لسن المراهقة، ويظنون أن المسؤولية كلها تقع في عاتق الأم، لخصوصية هذه الفترة وحساسيتها ولكون الأم من نفس جنس ابنتها.
ولكن هذا الأمر خاطئ جداً فالبنت في سن المراهقة هي بحاجة لوجود ابيها بنفس حاجتها لوجود امها.
- الأب يمثل نظرة الفتاة للرجال ففي حال كان الأب يتعامل مع الام وابنته بشكل سيء، سيؤثر ذلك على كره الفتاة للرجال وبناء نظرة خاطئة حيال هذا الأمر.
- لذا ينصح بانتباه الرجل لتصرفاته أثناء تعامله مع ابنته أو مع زوجته.
- الاستماع لها وعدم تجاهلها، وبالإضافة إلى عدم انتقادها بشكل مبالغ، لأن الإنتقاد يصنع شيء من زعزعة الثقة في النفس بداخل الفتاة.
- بناء شخصيتها، فللأب دور كبير في بناء شخصية ابنته وزيادة ثقتها بنفسها.
- مدها بالحب الكافي، فالفتاة بحاجة إلى حنان وحب من أبيها وفي حالة لم تجده قد تلجأ إلى طلب الحب من رجل آخر، والدخول في علاقات لا تتناسب مع الدين الإسلامي.
- زرع القوة بداخلها، فالفتاة التي نمت على الخوف، وعلى أنها تحتاج للحماية من قِبَل أحدهم، سيبني الخوف عرشه بداخلها وستصبح ضعيفة لا تستطيع التحرك من غير وجود من يحميها.
- التعليم، فالتعليم مهم جداً في حياة الفتاة وبالأخص مع تقدم العلم وتطوره.
- عدم تزويجها مبكراً، البعض يقول أن الفتاة بمجرد بلوغها هي مستعدة للزواج، ولكن من أسوأ الأشياء التي قد يفعلها الأب في ابنته هو تزويجها مبكراً.
نعم قد تكون الفتاة نمت جسدياً ولكن عقلها لم يصل لمرحلة النضج الكافي لتزويجها، فالزواج المبكر سيسبب للفتاة الكثير من المشاكل، مثل الطلاق والمشاكل الزوجية، والأزمات النفسية.
إن أكبر معروف من الممكن أن يفعله الأب لابنته هو، تعليمها وغرس القوة في داخلها.
فالشهادة في هذا الزمن هي مثل السلاح يحتاجه أي شخص ليعيش بطمأنينة وحتى في حالة زواجها بعد إكمال دراستها، ستكون ناضجة بما فيه الكفاية مما يصنع لها علاقة زوجية صحية وخالية من المشاكل.
ختاماً:
البنات هم زهور المنازل، وبهجتها أوصى بالإحسان لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث الصحيحة، فإنه من الواجب على الآباء والأمهات معرفة حقوقهن وتلبيتها
بالإضافة إلى عدم المقارنة بينهن وبين اخوانهم الأولاد لأن كل منهم يحتاج لتعامل ورعاية مختلفة.