قد يُظهر بعض الأطفال سلوكاً من الخجل يجعل أولياء أمورهم في قلق، حول كيفية علاج الخجل عند الاطفال وما الأسباب التي أدت إلى تكوين هذا السلوك.
وحتى أن بعض أولياء الأمور قد يلجؤون إلى أخصائيون نفسيون في سلوك الأطفال، و يقومون بتكبير حجم المشكلة أكثر من اللازم.
اليوم في هذا المقال سأطلعكم على الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا السلوك، وسأمدكم بطرق من العلاج أتمنى أن تساعدكم للتغلب على خجل أطفالكم:
الخجل عند الأطفال:
إنه لمن المبهج رؤية أطفالنا يمرحون ويلعبون، ويركضون في كل النواحي وتعلو أصواتهم منازلنا.
ولكن هناك البعض من الأطفال يظهر عليهم سلوك الخجل، حيث يبدوا وكأنهم مقيدون، لا يمكنهم اللعب مع أي أحد وأصواتهم لا تعلوا كثيراً.
علامات الخجل لدى الأطفال:
- الهدوء الزائد عن حده.
- ضعف القدرة على التواصل مع الآخرين.
- الاختباء خلف الأم أو الأب وخصوصاً في الأماكن العامة أو عند رؤيتهم لشخص غريب.
- ضعف الثقة بالنفس.
- عدم قدرة الطفل للدفاع عن نفسه وحاجته لمن يحميه دوماً.
- التحدث بصوت خافت.
- وجود القليل من الأصدقاء أو عدم وجود الأصدقاء في حياته.
- عدم إبداء رأيه أو الخوف من إبداء الرأي.
أسباب الخجل عند الأطفال:
تتعد أسباب خجل الأطفال وتختلف كذلك أعراض الخجل من طفل إلى آخر، وإن للأهل دور كبير في تكوين شخصية أطفالهم، وملاحظة مشاكلهم والشروع في إيجاد الحلول.
التي تساعد أطفالهم في التخلص من المشاكل وعيش حياة صحية وهنا أعرض لكم بعض أسباب خجل الأطفال:
١. سبب وراثي:
إن الصفات الوراثية لا تقتصر فقط على مظهرنا الخارجي، بل إن هناك الكثير من الصفات الشخصية التي ورثناها من والدينا وقد يكون الخجل من إحدى هذه الصفات.
فلا بد من مراجعة ماضي أحد الوالدين فلو كانت تلك الصفة نابعة من الورثة فليس هناك أي قلق على أطفالكم، قد تكون مجرد صفة عابرة.
فالكثير من الأطفال كانوا خجولين في صغرهم وعندما كبروا تلاشت تلك الصفة وللأهل دور كبير في المساهمة على تلاشي هذه الصفة لدى أطفالهم.
٢. التعامل الخاطئ مع الأطفال:
كما ذكرت لكم أن للأهل دور كبير في بناء شخصية الطفل، فالتعامل الخاطئ مع الأطفال يجعلهم يفقدون الثقة بأنفسهم ويشككون في قدراتهم، مما يؤدي إلى ظهور الخجل في شخصيتهم.
أنت لا تعرفلا يمكنك ذلكتوقف عن الحديثلماذا تتحدث هكذاوجهة نظر خاطئة، أصمت
كل تلك الجُمل كفيلة بتحطيم ثقة أطفالكم في أنفسهم، وإدخال الخوف من الحديث وإبداء آرائهم أمام الآخرين، وبالتالي الطريق نحو الخجل.
يمكن إستبدال تلك الجُمل ب:
- لأريك الطريقة الصحيحة ثم أكمل
- أنت تستطيع
- أكمل حديثك
- وجهة نظر رائعة وأنا وجهة نظري في الموضوع كذا
والبعض من الأهالي يظنون أن الطفل يفعل ذلك عناداً بهم فقط، ويلجؤون إلى الضرب والتعنيف مما يزيد الأمر سوءاً، ويسهم في دخول الطفل في حالات نفسية.
٣. عدم مقابلة الطفل للأشخاص أو الأطفال في سنه:
لاحظت تلك المشكلة في الأغلب لدى الأشخاص الذين اغتربوا بأطفالهم خارج بلادهم، فهم لا يعرفون أحداً في تلك البلاد، أو لربما يخافون من خروج أطفالهم للعب مع أطفال الغرب الذين لا يعرفونهم.
وهذا أمر صائب وهم على حق في قلقهم، ولكن له جانب سلبي من كون أطفالهم لن يجدوا أحداً للعب معه كما يفعل بقية الأطفال، فمن الطبيعي جداً وجود سلوك الخجل لديهم، سأطلعكم على الحلول في نهاية هذا المقال.
٤. التعرض للتنمر:
التنمر أصبح شائعاً جداً مع الأسف، وياليت جميع الآباء والأمهات يوعون أطفالهم عن مخاطر التنمر وتأثيره على الآخرين من حوله.
فقد شاهدت على الإنترنت مقطع لأم رائعة تعلم أطفالها مخاطر التنمر على الآخرين.
– حيث قامت بإحضار ورقة، وقالت لأطفالها هيا تنمروا على هذه الورقة.
– بدأ أطفالها بقول: أنتِ قبيحة أيتها الورقة، أنتِ غبية، وفي كل مرة يقول أطفالها جملة تنمر بالورقة، تقوم الأم بتمزيق طرف هذه الورقة.
– وفي الأخير قالت لهم: والآن اعتذروا من الورقة، فاعتذر الأبناء.
– ثم قالت لهم ولكن الورقة لم تعد مثل ما كانت حتى بعد اعتذاركم، ولا يمكننا اعادتها كما كانت، وهذا ما يفعله التنمر بالآخرين لذا اياكم أن تتنمروا على زملائكم.
طريقة التعليم هذه رائعة جداً أتمنى من كل الآباء والأمهات تطبيقها مع أطفالهم، فقد رسخت الأم في عقل أطفالها أن التنمر مؤذٍ، ويسبب كسوراً لا يمكن جبرها أبداً.
لنعد لموضوعنا لذا فإن للتنمر أثر بزرع الخوف من التحدث في قلوب الأطفال، فمن الواجب على الأهل مراقبة أصداقاء أطفالهم ومراقبة تعاملهم معهم.
طرق علاج الخجل عند الاطفال:
يمكن علاج خجل الأطفال بالكثير من الحلول التي سأذكرها لكم، ولكن لابد على الأهل التحلي بالصبر عند التعامل مع أطفالهم وعدم إرغامهم على شيء لا يريدونه، وعدم توبيخهم والإكثار من انتقادهم.
١. غرس الثقة في قلوبهم:
إن من المسببات الشائعة لخجل الأطفال هي ضعف الثقة لديهم، وخوفهم من التحدث وإبداء آرائهم، فحينما يقوم الأهل بتعزيز هذه الثقة و إشعارهم بالأمان عند تحدثهم، تلقائياً سيختفي سلوك الخجل لديهم.
ويمكن تعزيز هذه الثقة من خلال:
- الإستماع إلى آرائهم باستمرار وعدم انتقادها.
- مدحهم أمام أصدقائهم.
- تكليفهم بأمور تجعلهم يتحملون المسؤولية.
- عدم تخويفهم عن الحديث والهجوم على كل كلمة يقولونها.
- محاولة خلطهم بأطفال من نفس عمرهم، مع الحرص على مراقبة تصرفاتهم.
- استكشاف هواياتهم وتنميتها والقيام بالنشاطات المبهجة معهم التي تساعد على تنمية الثقة لديهم.
٢. الحوار معهم:
الإكثار من فتح المواضيع والتحدث معهم ومعرفة تفاصيل يومهم وبما في ذلك معرفة تعاملاتهم مع أصدقائهم.
والحرص على عدم التهجم عليهم في حالة خطأهم بالحديث، لأنهم سيشعرون بعدم الأمان أثناء تحدثهم وسيؤدي ذلك إلى زيادة الوضع سوءاً.
٣. في حالة اغترابكم:
لو لم تتمكنوا من إيجاد أطفال في نفس أعمارهم، في بلد أجنبي فإن التواصل مع الأهل من خلال الهاتف وترك مجال لأطفالكم ليتحدثوا معهم سيساعد على التقليل من خجلهم.
٤. اشراكم اتخاذ القرارات:
ترك ابنائكم يتخذون قراراتهم بأنفسهم وحتى في أبسط الأشياء مثلاً، عند الذهاب إلى بائع ايسكريم، يمكنكم سؤالهم ما النكهة التي تريدونها.
نعم أنه مثال بسيط جداً ولكنه سيعزز ثقتهم بأنفسهم مما يشعرهم بأنهم قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
٥. تكليفهم بالمهام:
إن تكليفهم بالمهام البسيطة التي فيها شيء من التعامل مع الآخرين، قد يؤدي إلى نزع سلوك الخجل لديهم.
مثل طلب شيء صغير من الجيران أو الذهاب إلى المتجر وشراء شيء.
أو حتى تقديم المساعدات للمحتاجين، إنها أشياء بسيطة جداً تسهم في تعليم أطفالنا وإزالة مشاكلهم.
ختاماً:
التعامل مع أطفالنا ومشاكلهم يحتاج لقدر كبير من الحكمة، فلابد على الأهل عدم معالجة الخطأ بالخطأ،.
بل القراءة جيداً والتعرف على أسس التربية السليمة، وعدم اللجوء إلى الصراخ والضرب والعنف لأن العنف لم يكن حلاً في يوم من الأيام ولن يكون كذلك.
أسأل الله تعالى أن يمدكم بالصحة والعافية ويحمي أطفالكم من كل شر.