فترة المراهقة في علم النفس هي الفترة التي قد تمتد من عمر ١١ عام وحتى ٢١ عام، وهي أشبه بقطار ينقلك من عالم الطفولة إلى عالم النضج، ومن عالم الاتكال على الآباء والأمهات إلى عالم تحمل المسؤولية.
فترة المراهقة في علم النفس :
تختلف المراهقة من عائلة تقيد ابناءها عن القيام بالنشاطات التي تحفز على تطوير الذات، إلى عائلة تحرر المراهق وتتيح له القيام بالنشاطات المختلفة، والتعلم من خلال الوقوع بالأخطاء وعدم تكرارها.
هناك مصطلح واحد من الممكن أن يعبر عن كل ما يُكتب عن فترة المراهقة ألا وهو “فترة التغير” فإن المراهقة ماهي إلا مرحلة انتقالية يتغير بها كل شيء، أفكارنا، أجسادنا، وحتى شخصياتنا.
هي الفترة التي نبني فيها أحلامنا، ونُكون فيها شخصياتنا لننطلق نحو عالم مختلف كلياً ولنعيش الكثير من التجارب ونقابل الكثير من الأشخاص، لذا أكتب هذا المقال إلى كل الآباء والأمهات ليعوا بأهمية هذه الفترة ولأقدم لهم بعض النصائح للتعامل مع ابناءهم المراهقين:
مراحل المراهقة:
- مرحلة الأولى هي ما بين عمر ١١ عام إلى ١٤ عاماً والتي يحدث بها تغيرات بيولوجية.
- المرحلة الثانية هي ما بين عمر ١٤ عام وحتى ١٨ عاماً وفيها تكتمل التغيرات البيولوجية.
- المرحلة الثالثة وهي ما بين عمر ١٨ عام وحتى ٢١ عام، حيث يكون فيها الفرد أكثر نضجاً شكلياً وعقلياً، ويكون جاهزاً للانطلاق نحو الحياة وعيش مختلف التجارب بعقلية ناضجة.
الفرق بين المراهقة والبلوغ:
هناك الكثير من الأشخاص الذين يخلطون بين هذان المصطلحان وبعضهم من يظنون أنهما مصطلحان مترادفان ولكن ذلك ليس صحيحاً، إن المراهقة في علم النفس هي تغيرات جسدية وعقلية واجتماعية أما البلوغ فهو تغيرات جسدية فقط وبمعنى أوضح أن البلوغ هو فرع من فروع المراهقة.
مؤشرات الدخول في فترة المراهقة:
يتساءل الكثير من الآباء حول كيفية معرفة أن ابناءهم قد دخلوا في فترة المراهقة، إن بمجرد ملاحظة سلوك أطفالنا البادئ في التغير نستطيع أن نعرف أنهم قد دخلوا في فترة المراهقة ويجب التعامل معهم باهتمام أكبر، وموالاتهم وقتاً أكبر.
كما أن التغير الملحوظ في شكل الجسد هو مؤشر واضح على ذلك وبالطبع ذلك يختلف من كون ابناءنا إناثاً أو ذكوراً، تبلغ الإناث في وقت أبكر من الذكور وقد يكون ذلك ملحوظاً، إن التعامل مع المراهقات الإناث قد يكون حساساً أكثر من المراهقين الذكور.
نصائح للتعامل مع المراهقة في علم النفس :
إن فترة المراهقة في علم النفس هي فترة حساسة جداً وعلى الأهل إدراك ذلك فكما ذكرت لكم أنها فترة بدء تكوين الشخصية وربما قد تلاحظوا أن ابناءكم وخاصة الذكور منهم يحاولون فرض آرائهم وشخصياتهم.
لذلك لابد على الآباء والأمهات أن يتعلموا كيف يتعاملوا مع ابناءهم بشكل يساعد على إنشاء شباب قوي ومفعم بالحيوية لا شباب محطم ومدمر بسبب خطأ في الفهم أو التعامل من قِبَل الأبوين.
١. تجنب ممارسة الضرب معهم:
لقد تعمدت وضع هذه النصيحة في المقدمة وذلك لأهميتها، فالضرب في فترة المراهقة بهدف التعليم أو عدم تكرار الخطأ قد يؤدي إلى نتيجة عكسية لأن المراهق سيحاول العناد لإثبات نفسه وقوته أكثر وأكثر.
٢. تعزيز ثقتهم بأنفسهم:
في فترة المراهقة في علم النفس قد يحدث انخفاض لتقدير الذات لدى بعض المراهقين لذا ينصح بتعزيز ثقتهم مثلاً: مدحهم أمام أصدقائهم أو أمام الأقارب في شيء قد أحسنوا فعله فذلك سيمنحهم ثقة كبيرة بأنفسهم، أو حتى تكليفهم بالقيام ببعض الأمور ثم مكافأتهم على ذلك.
٣. الانصات إليهم:
بعض الآباء والأمهات يفقدون السيطرة على ابناءهم ويقولون انهم لم يعودا يستطيعون فهم تصرفات ابناءهم، إن الحل في ذلك بسيط جداً وهو الاستماع فبقدر استماعكم إليهم ستكونوا قادرين على فهمهم.
٤. اشعارهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم:
فمثلاً تشتكي أم من أن ابنها لا يعتمد على نفسه في الاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى المدرسة فهنا تستطيع أن تتحدث معه وتخبره بأنه قد كبر ويجب عليه تحمل مسؤولية نفسه والإستيقاظ بنفسه صباحاً.
٥. التعرف على أصدقائهم:
أسأل الله أن يبعد أبنائكم عن أصدقاء السوء، إن المراهقين في هذه الفترة يرغبون بتجربة كل شيء وقد يشجع بعضهم بعضاً للقيام بأمور لربما لا ترضيكم لذلك من المهم التعرف على أصدقائهم عن قرب فوليمة صغيرة في بيتكم تسعد أبناءكم وتكون كفيلة بمعرفتكم لأصدقائهم.
وفي حال ملاحظتكم لتصرف خاطىء أو لم ترتاحوا لأحد أصدقائهم يمكنم الجلوس معهم وكأنهم راشدين والتحدث معهم بكل هدوء وصراحة بدون أن الحكم عليهم لأنهم بذلك سيشعرون أنهم محكومون فيبدأوا بالعناد.
٦. دعوهم يخطئوا:
ليس من العيب أن نخطئ بل نحن نتعلم بالوقوع في الخطأ لذلك إذا رأيتم ابناءكم يخطئون في بعض الأشياء فلا بأس، يمكن أن تدعوهم يخطئون لكي يتعلموا من أخطائهم.
٧. السماح لهم بالخروج:
بعض الآباء والأمهات من زيادة الخوف على أبناءهم لا يسمحون لهم بالخروج أو الالتقاء بأصدقائهم في الخارج، من الممكن أن يؤثر هذا الأمر سلباً عليهم، فكيف سيكونوا شخصياتهم وهم لم يروا العالم الخارجي.
٨. ترك مساحة لهم:
قد يرغب بعض المراهقين بالتواجد لوحده لبرهة من الوقت فلا مشكلة في الوقت المنطقي مع نفسه، فإن قضاء وقت مع أنفسهم قد يسهم في اكتشافهم لذواتهم ومعرفة مواهبهم.
٩. التواصل البصري:
الحرص على التواصل البصري عند التحدث مع المراهقين لأن ذلك يشعرهم بالأمان ويشعرهم بأن كلامهم مهم.
١٠. الاستماع إلى آرائهم:
فعند حدوث مشكلة في العائلة من الجيد المراهقين عن آرائهم لأن ذلك يعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويساعدهم في القدرة على اتخاذ القرارات مستقبلاً.
١١. عدم إلقاء الأحكام والتهم عليهم:
إن الكلمات(أنت فاشل-أنت غير قادر-أنت كسول-أنت غبي وغيرها)كلها كلمات محطمة تؤدي إلى تدمير نفسية المراهق.
١٢. قضاء وقت أكثر معهم:
إن للقيام بنشاطات كالتنزه في الطبيعة وتجربة أشياء جديدة أثر كبير في توطيد العلاقة بين أولياء الأمور والأبناء المراهقين، ففي فترة المراهقة يحتاج المراهقين أن يشعروا بأنهم مهمين، وأن العلاقة بينهم وبين أولياء أمورهم هي أقرب للصداقة بحدود.
١٣. لا تربوا ابناءكم كما ربوكم آباءكم:
بعض الآباء الذين تعرضوا للضرب من قِبل آبائهم، يقومون بتنفيذ ذات الأمر على ابناءهم، ظناً منهم أن هذه هي الطريقة المُثلى للتربية، ولكن ذلك خاطئ جداً، نحن نعيش الآن في عصر مختلف عن ما كنا عليه سابقاً، بعض العادات والتقاليد تكاد تكون اختفت أو أنها اختفت تماماً.
نحن الآن في عصر التكنولوجيا وقد يكون أولياء الأمور أكثر خوفاً على أبناءهم من مخاطر التكنولوجيا، والتي قد تسبب أحياناً أزمات نفسية للمراهقين بالأخص، فكما كررت دائماً أن الحل الأمثل ليس بالضرب فقد تطورت أساليب التربية مع تطور العلم.
١٤. عدم المقارنة بينهم وبين أقرانهم:
إن من أسوأ الأمور التي قد تفعلها لتحطم أبناءك هي مقارنته بإخوانه أو بأصدقائه، فالمقارنة لاتوّلد شيئاً سوى الكره والحسد.
في النهاية:
إن المراهقة ليست بالفترة المعقدة كما يظن البعض وهناك بعض أولياء الأمور من الذين يظنون أن من المستحيل تهدئة ابناءهم وتوجيههم للطريق الصحيح من غير إدخال الضرب والعنف في الأمر، الضرب ليس الحل الأمثل بل الحل هو بالقراءة والفهم، فليس من العيب أن لا نعلم شيئاً بل من العيب أن لا نتعلم.